«اليوم 3 حزيران 2011 الإنترنت مقطوع في مختلف المناطق السورية»... «تظاهرة عند الملعب البلدي نصرةً للرستن وتلبيسة»... «وصل اليوم (2/6) وفد عسكري يضمّ ألوية من الجيش ليعرض على قرية بصر الحرير وقف التظاهرات لمدة عشرة أيام»... لم يعد التدوين العربي وسيلة لنقل آخر التطورات على الساحة السورية، بل تحوّل أيضاً إلى وسيلة لأرشفة الأحداث من خلال مواقع ومدونات اختارت عنواناً موحداً هو «يوميات الثورة السورية». هنا نجد كل المعلومات الإخبارية مرفقة بتواريخ حصولها، وحتى الساعة والدقيقة. طبعاً الأحداث مكتوبة من وجهة المشاركين في الاحتجاجات الشعبية.هكذا نقرأ أخباراً عاجلة، وأخرى مصنّفة بالمهمة أو أقل أهمية، إلى جانب صور مؤرخة على مدونات عدة، كما على موقعي فايسبوك، ويوتيوب. وعلى صفحات هذا الموقع الأخير، نرى أشرطة عدة تصوّر «المجازر والمذابح التي ارتكبها النظام ضد أطفال سوريا وشبابها».
قد يبدو للوهلة الأولى أن خطوة تدوين كل الأحداث على الساحة السياسية والأمنية هي حكر على الناشطين الإلكترونيين المعارضين. إلا أن جولة على الشبكة العنكبوتية، وخصوصاً فايسبوك تؤكد أن الموالين للنظام ناشطون أيضاً «لأن من واجبنا أن نظهر للعالم العربي والغربي حقيقة المؤامرة المحاكة ضد سوريا». مثلاً في مجموعة «كلنا بشار الأسد» نجد الأحداث نفسها التي تذكرها المجموعات المعارضة ولكن بصيغة مختلفة: «شباب سوريون يشتبكون مع ٦ أشخاص من العملاء الذين حضروا مؤتمر العمالة في أنطاليا... والأمن التركي يحاصر شبابنا». فيما نقرأ الخبر نفسه على صفحة معارضة على الشكل الآتي «النظام السوري يرسل رجاله إلى أنطاليا للاعتداء على مشاركين في مؤتمر المعارضة...».
يبدو أن معركة التدوين في سوريا ستكون الأقوى في الأيام المقبلة، بعدما جنّد الطرفان كل إمكاناتهما للترويج لأفكارهما... حتى إن الموالين للنظام أنشأوا ما يعرف بـ«الجيش السوري الإلكتروني» ومهمته واحدة: «منع تشويه الحقيقة» كما قالوا. وقد صمّم بعض المناصرين للنظام مجموعة من الأشرطة المصورة التي «تفضح ممارسات عملاء أميركا وإسرائيل، والسلفيين... هكذا، عندما نستعيد هذه الأحداث بعد خمسين سنة، سيعرف أولادنا وأحفادنا من حمى سوريا، ومن باعها بثلاثين من الفضة».



فتاة دمشقية

اختار بعض الناشطين المعارضين تدوين الأحداث بصيغتهم الشخصيّة، من خلال الأحداث التي واجهتهم منذ انطلاق الاحتجاجات. ولعلّ المدوّنة الأبرز تعود لأمينة عبد الله، وهي شابة سورية مثلية، استطاعت لفت انتباه السوريين، والإعلام الغربي بعدما نشرت على مدونتها المشاكل التي واجهتها منذ انطلاق الاحتجاجات، وأبرزها: حضور رجال الأمن إلى منزلها للتحقيق معها بتهمة... السلفيّة. إلا أن «أبي البطل دافع عني» تكتب عبد الله، ساردة تفاصيل الحادثة.
damascusgaygirl.blogspot.com