لم تنجح الانتخابات الرئاسية التي أوصلت عبد المجيد تبون، إلى مقعد الرئاسة في الجزائر، في إنهاء الاحتجاجات التي شهدتها البلاد لأشهر، وأطاحت الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، إذ احتشد متظاهرون في وسط العاصمة الجزائر، للتعبير عن رفضهم الرئيس الجديد، الذي كان منخرطاً في الحياة السياسية في زمن سلفه.وفاز تبون (74 عاماً) من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على 58.15 في المئة من الأصوات، وفق النتائج التي أعلنتها «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات»، فيما أعلن باقي المرشحين اعترافهم بالنتائج وعدم نيّتهم الطعن فيها أمام المجلس الدستوري، الذي يفترض أن يؤكد النتائج النهائية بين 16 و25 كانون الأول/ ديسمبر .

«رئيس الكوكايين»!
التظاهرات ركّزت على أن تبون لم يكن خارج النادي السياسي خلال حكم بوتفليقة، برغم أنه أول رئيس من خارج صفوف «جيش التحرير الوطني»، إذ كان قد تسلّم مناصب عدّة بينها وزير ووزير أول، قبل إبعاده عن دائرة المقربين من الرئاسة.
وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن بعض المتظاهرين حملوا لافتات كتب عليها «ولايتك يا تبون وُلدت ميتة» و«رئيسكم لا يمثلني»، في حين استنكر آخرون نجاح من وصفوه بـ«رئيس الكوكايين» في إشارة إلى اتهام نجل تبون في قضية تهريب 700 كلغ من الكوكايين ما زالت قيد التحقيق القضائي.

مقاطعة شعبية
في تعليقه الأول عقب إعلان النتائج، قال تبون عبر «تويتر»: «أشكر كل الجزائريين الذين وضعوا ثقتهم فيّ، وأدعوهم للبقاء مجنّدين لبناء جزائر جديدة معاً». غير أن الأرقام تشير إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات هي 39.83 في المئة، أي ما يقارب عشرة ملايين ناخب من أصل أكثر من 24 مليوناً مسجلين في القوائم الانتخابية.
وتعدّ هذه أدنى نسبة مشاركة في كل الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجزائر؛ وهي أقل بعشر نقاط من تلك التي سُجلت في الاقتراع السابق وشهدت فوز بوتفليقة بولاية رابعة في عام 2014.

الخاسرون
حلّ في المركز الثاني المرشح الإسلامي عبد القادر بن قرينة، بنسبة 17.38 في المئة من الأصوات، وكان أكّد منذ بداية الحملة الانتخابية أنه «الرئيس القادم للبلاد».
وأتى رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، ثالثاً، ولم يحصل سوى على 10.55 في المئة من الأصوات، أي أقل من آخر انتخابات خاضها ضد بوتفليقة في عام 2014 حيث حصل على أكثر من 12 بالمئة من الأصوات، وندّد حينها بـ«تزوير شامل للنتائج».
وحصل المرشح الرابع عز الدين ميهوبي، الذي وصفته بعض وسائل الإعلام بمرشح السلطة على 7.26 في المئة من الأصوات، بينما جاء النائب السابق عبد العزيز بلعيد أخيراً بـ6.66 بالمئة من الأصوات.