سقطت عشرات الصواريخ على العاصمة الليبية طرابلس أمس، غداة إعلان قوات حكومة «الوفاق الوطني»، المعترف بها دولياً، استعادتها السيطرة على ست مدن، منها اثنتان استراتيجيتان في الغرب الليبي، كانت في أيدي قوات المشير خليفة حفتر. وقالت «الوفاق» أول من أمس، إن قواتها سيطرت على صبراتة (70 كلم غربي العاصمة) وصرمان (60 كلم)، إلى جانب مدن العجيلات والجمَيَّل ورقدالين وزلطن. والأولى، صبراتة، من أكبر مدن الغرب سكاناً (110 آلاف نسمة)، وتقع على الطريق الساحلي الحيوي للتبادل التجاري والسفر إلى تونس أو الخارج، وسبق أن حاول تنظيم «داعش» أن يتخذها قاعدة خلفية للتدريب حتى 2017، فيما سيطر عليها حفتر في 2019. أما الثانية، صرمان (40 ألف نسمة)، فموقعها استراتيجي على الطريق الساحلي الذي يربط العاصمة بالحدود التونسية، ومهّد سقوطها لاسترجاع البقية.بذلك، بات حفتر محروماً من أيّ منفذ إلى الساحل الغربي للبلاد، وربما هذا ما يفسّر التصعيد الذي بدأ أول من أمس بسقوط وابل من الصواريخ على طرابلس حتى صباح أمس، حيث أفيد بإصابة منازل في المنطقة المحيطة بمطار معيتيقة في الضواحي الشرقية، وهو المطار الوحيد العامل، على نحو متقطع، في العاصمة، من دون الإبلاغ عن ضحايا. كذلك يأتي التصعيد مع تزايد المخاوف بشأن انتشار فيروس كورونا المستجد، خاصة أنه تم تأكيد 25 إصابة ووفاة أحد المصابين، رغم تحذير الأمم المتحدة من أن الخدمات الصحية في البلاد «هشة»، وأن المستشفيات القريبة من مناطق القتال أصيبت بأضرار أو أغلقت أصلاً.
واندلع قتال آخر أمس جنوب العاصمة، وفق «الوفاق» التي اتهمت القوات الموالية لحفتر بقصف طرابلس عشوائياً، فيما بررت سيطرتها على صرمان وصبراتة بـ«تلقّي معلومات عن أن قوات حفتر تتحرك غرباً»، وتحديداً صوب مدينة زوارة القريبة من الحدود، التي تمهد السيطرة عليها للتقدم نحو معبر راس جدير مع تونس. كما تحاصر قوات «الوفاق» حالياً قاعدة «الوطية» الجوية جنوب غرب العاصمة، وهي القاعدة الخلفية لقوات حفتر ونقطة انطلاق الطائرات التي يستخدمها لقصف طرابلس. وإضافة إلى ما سبق، اندلع قتال بين قوات متخاصمة شرقيّ العاصمة، لم تحدّد انتماءاتها، بين طرابلس وسرت.