علاء اللامي
أصبح التأثير الإيراني والأميركي محدوداً مع حالات تمرّد على أوامر الطرفين من الجهات العراقيّة
الأمر الآخر هو محدودية التأثير الأميركي على الوضع العراقي عموماً وعلى حلفاء واشنطن في قائمة العراقية وعلى الزعامات الكردية أيضاً. فقد رفضت قيادة «العراقية» التنازل عما سمّته «استحقاقها الانتخابي» والموافقة على تقاسم السلطة مع قائمة المالكي وتأليف حكومة قوية. خسرت بذلك كلّ شيء تقريباً، وباتت تكافح من أجل الحصول على الفتات. أما الأكراد فقد رفضوا كل الضغوط الأميركية، التي بلغت كما قال مخطط سياسة التحالف الكردستاني د. محمود عثمان درجة «غير دبلوماسية بالمرة»، لثني الطالباني عن الترشح لرئاسة الجمهورية وتركها لمرشح العرب السنة. وأثبت الطالباني أنّه لا يختلف عن أيّ رئيس دولة عربية، فلا يرحل عنها إلا بتدخل مباشر من عزرائيل أو بانقلاب عسكري. إضافة الى ذلك، رفضت الزعامات الكردية التوجيهات الأميركية بفك تحالفها مع قائمة المالكي والتحالف مع قائمة علاوي. وقد بلغ الرفض درجة قول الطالباني إنّه خالف أوامر أوباما بالتحالف مع «العراقية» وقرر عدم السماح لما سمّاه «حصان طروادة البعثي» بالدخول الى العملية السياسية.
في الواقع، إنّ الطالباني تعرض لتأثيرات عدّة حتى اتخذ هذا القرار. من هذه التأثيرات الكرم الحاتمي والخطير الذي أبداه المالكي والتحالف الوطني عبر موافقته على ورقة الشروط الكردية وبنسبة فاقت توقعات الأكراد أنفسهم وبلغت مئة في المئة. إلى جانب ذلك، هناك العوامل النفسية والشخصية الدافعة للاحتفاظ بمنصب الرئاسة بوصفه الدجاجة السياسية التي تبيض ذهباً حقيقياً. كما من الدوافع، يبرز استغلال المناسبة والظروف الجيو ـــ سياسية العامة لترسيخ مبادئ المحاصصة الطائفية والعرقية التي جاء بها الاحتلال. وبلغ الأمر بأحد زعماء حزب الطالباني أن صرّح أخيراً لجريدة سعودية بأنّ القيادة الكردية قررت تبني اللبننة، أي «الصيغة الطائفية اللبنانية» لحكم العراق، ولعل هذا أخطر إفراز من إفرازات تجربة الحكم المحلي المتحالف مع الاحتلال.
* كاتب عراقي