البنت الشلبيّة
لتعقيباً على ملفّ فيروز «الدائمة» («الأخبار»، 7/10/2010):
استنسب الأخوان رحباني وأعدّا أغنية «البنت الشلبية» لتغنّيها فيروز في خمسينات القرن الماضي (1956 – 1955). صدرت في إحدى أوائل أسطوانات فيروز الطويلة كما صدرت منفردة (single)، على أسطوانة 45 دورة، وقد وزع الأخوان هذه الأغنية على نغمة البايون البرازيلية (noyab أو baion) كما ذكر على الاسطوانة الأصلية. أصبحت مقدمة الأغنية، بعض النوتات المنقورة على غيتار كهربائي، من أرشق مقدمات أغاني فيروز وأشهرها، وهذه المقدمة من تأليف الأخوين رحباني، كما كل مقدمات الأغاني التي استوحاها الأخوان من الفلكلور المشرقي (يا غزيّل، يا مايلة ع الغصون...). فالفلكلور المغنى، وقبل اكتشاف التسجيل الصوتي، كان يتناقل شفوياً، فلا مجال إذاً لتناقل المقدمات!
عام 1961، غنتها فيروز على المسرح للمرة الأولى على الأرجح، خلال جولة أميركا الجنوبية (البرازيل والأرجنتين)، وأضاف الأخوان توزيعاً للوتريات الغائبة في تسجيل الخمسينات في مقطع «بتطل، بتلوح، والقلب مجروح وأيام ع البال بتعن وتروح»، زيادةً في دراماتيكية المعنى. وصدر هذا التسجيل منفرداً على أسطوانة 45 دورة تحت عنوان «استعراض الأغاني الشعبية».
وجاء عام 2000، وكانت أغنية البنت الشلبية شارة إعلان حفلات زياد رحباني وفيروز في بيت الدين، وكانت معدة لتكون خاتمة الحفلات (بحسب البروغرام الذي وزع يومها)، لكنها لم تُغن. في عام 2001، زياد وفيروز كانا مجدداً في بيت الدين، وكانت البنت الشلبية مسك ختام حفلاتهما، بتوزيع جديد، نضر، حافظ على «المعالم» القديمة (نقرات الغيتار الكهربائي والخاتمة الممهورة بطابع الأخوين رحباني والتي غرّدا عليها في الكثير من أعمالهم في الخمسينات).
وها نحن اليوم نقتني تسجيلاً جديداً للبنت الشلبية، نسخة عام 2010 من ألبوم فيروز وزياد الجديد «إيه في أمل»، وها هي كمنجات عام 1961 تعود إلينا، فكرةً وإحساساً جديدين، فالأغنية الجميلة، كالمرأة الجميلة، يليق بها كل ثوب جديد، على حد قول زياد رحباني.

توفيق عبود