القوّات وسوريا
ردّاً على ما ورد في مقالين للصحافي جان عزيز («الأخبار»، 28 و29/9/2010):
السيّد جان عزيز، حبذا لو تركت كلامك على بعض تفاصيل مرحلة الوصاية واعتقال الدكتور سمير جعجع للعقود الآتية، أو تركت للتاريخ أن يقول كلمته في حينه... تصويباً لما عكسته من انحراف فاضح في مقالتيك، أودّ أن ألفت إلى جملة نقاط لإرضاء ضميري.
1ـــــ إن القوات اللبنانية لا تحتاج إلى شهادة منك أو من سواك، فموقفها الأساسي من الحقبة السورية في لبنان معروف ومحفور في الوجدان المسيحي واللبناني.
2ـــــ إن الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت عام 1998 جرّت على القوات اللبنانية الويلات من النظام الأمني اللبناني السوري المشترك. وقد وصل الأمر كما تعرف، مع غازي كنعان يومها إلى حد القول إن القوات اللبنانية جرثومة في المجتمع المسيحي يجب القضاء عليها وإبادتها. والواقع أن الحضور القواتي في هذه الانتخابات الذي أزعج النظام الأمني استتبع يومها اعتقال المئات من شباب القوات اللبنانية واستدعاء ستريدا جعجع إلى المحكمة العسكرية بتهمة تفجيرات في لبنان وسوريا والإقفال القسري لمركز يسوع الملك.
3ـــــ لقد تميز المسار التصادمي منذ عام 1990 وحتى 27 شباط 1994 بين القوات اللبنانية ودولة الوصاية بآلية واضحة ومنهجية تلاحقت فيها الضربات للقوات وتراكمت فيها الوسائل والذرائع. ومع ثبات القوات على مواقفها، كانت ترتفع حدّة الخطوات القمعية نحوها، من اغتيال المسؤولين القواتيّين إيلي ضو وسامي أبو جودة وسليمان عقيقي ونديم عبد النور، ودهم مقر قيادة القوات في الكرنتينا ومبنى المؤسسة اللبنانية للإرسال في تموز 1992، إلى اعتقال عشرات القواتيين بتهمة إطلاق النار على الجيش في حرب الإلغاء والرهان على التطورات الخارجية للانقلاب على الأوضاع الداخلية، وصولاً إلى تفجير سيارة مركونة قرب البيت المركزي لحزب الكتائب في كانون الأول 1993. كذلك، إن القوات ـــــ على خط آخر ـــــ رفضت معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق واتفاقية الدفاع والأمن المشترك عام 1991، ثم رفضت الانتخابات النيابية الشهيرة عام 1992، وكان لها دور أساسي في تصليب الموقف المسيحي العام عبر المقاطعة.
4ـــــ لقد بلغ القمع الذي قاده النظام الأمني اللبناني السوري أوجه عام 1994، بدءاً بحصار غدراس، مروراً باعتقال سمير جعجع والمئات من الشباب القواتيين وتعذيبهم واتهامهم بأبشع الاتهامات، فضلاً عن حظر الحزب ووسائل الإعلام، وهي مرحلة استمرّت بعناوينها القمعية لأكثر من عشرة أعوام.
5ـــــ إن التحالف الرباعي لم يكن رباعياً، بل كان تحالفاً خماسياً على المستوى العملي؛ لأنّ العماد ميشال عون كان الطرف الخامس غير المعلن فيه، ولا سيّما أن حزب الله صوّت له في المناطق التي يوجد فيها.
6ـــــ لا داعي لتذكيرك بموقف سمير جعجع من المحاولات القواتية للانفتاح على سوريا، ولا سيما أنك كنت فاعلاً في الخيارات التي كانت تُتّخَذ داخل القوات. لقد حصلت بعد عام 2000 عدة محاولات من داخل القوات، ومن خلال قياديين قواتيين، لأخذ القوات اللبنانية في اتجاه سوريا والسلطة اللبنانية، غير أن سمير جعجع رفض من المعتقل كل هذه المحاولات التي لا تتوافق مع هوية القوات وخطها التاريخي.
7ـــــ لقد تجاوزت حالة الممانعة الإطار المسيحي في 7 آب 2001، وصدر القرار السوري بمحاكمة القوات اللبنانية مرة أخرى لتصفيتها، وأُنقذ يومها جان عزيز من الملاحقة، ما جعله يكتشف أن له أنسباء في جهاز الاستخبارات اللبنانية، وأن ودّاً ضمنياً مع أحد رموز النظام الأمني أصبح ممكناً.
8 ـــــ في الذكرى السنوية الأولى لأحداث 7 آب، دعت قوى المعارضة يومها إلى احتفال في أنطلياس، وكان جان عزيز من بين المتكلمين، حيث فاجأ الجميع بحديث استثنائي عن سوريا. وليكمل هذه المفاجأة بما تستحقه من عظمة، أعطى حديثاً لجريدة «السفير» حرص فيه على توجيه إشارات إيجابية حيال سوريا. وقد رفض سمير جعجع من سجنه أيضاً هذا المنحى.
9ـــــ إن الإصرار على التحامل على السيدة ستريدا جعجع لهو إصرار على تزوير الحقائق، ولا سيما أن السيدة جعجع أبت الدخول في أي صفقة سياسية، رغم صغر سنها وقلة خبرتها في المراحل الأولى، لا بل قررت أن تخوض غمار التحدي سياسياً مع فريق من الرفاق الذين رفضوا الترهيب والترغيب ولم يقعوا في ما وقع فيه بعضهم من بيع ضمير.
10ـــــ إن دعوتي في معرض هذا الكلام هي للتيار الوطني الحر كي يعود إلى الثوابت المسيحية التاريخية، وهي ثوابت لبنانية أصيلة، بدل التحول تدريجاً إلى مجرد متراس للدفاع عن حزب الله.
11ـــــ أما دعوتي الثانية، فهي للسيد جان عزيز كي يعود إلى تاريخه وإلى ذاته، وكي يبتعد عن الممارسة الحاقدة والواضحة، فيدعني ويدع القوات اللبنانية وسمير جعجع وستريدا جعجع بعيداً من غيرته.
المكتب الإعلامي للنائب إيلي كيروز


■ ■ ■


ماروني وسعدنايل

ورد في جريدة «الأخبار» أمس تحت خانة علم وخبر، خبر مفاده أن أهالي سعدنايل نصبوا حاجزاً للنيل من أحد قادة حزب الله، لكن تبيّن بعد توقيف السيارة أن سائقها أحد مرافقي النائب إيلي ماروني.
وتصويباً للخبر، إن الحادثة حصلت مع مرافق النائب ماروني إثر حادث سير مع أحد أبناء البلدة، وشهر مسدساً حربياً مهدِّداً فيه مَن حضر لفكّ النزاع، ما استدعى قوى الجيش اللبناني للتدخل والعمل على تطويق الإشكال واعتقال العناصر المشاركة فيه. وبعد التحقيق معهم أفرج عنهم.
نديم الشوباصي (نائب رئيس بلديّة سعدنايل) <