شهوة السلطة
التقى أستاذان من الجامعة اللبنانية في أحد مقاهي العاصمة، ودار بينهما حديث تناول ما آلت إليه انتخابات الهيئة التنفيذية لرابطتهم. وفي ما يلي أبرز ما تضمّنه حوارهما:
الأول: أين أصبحت رابطتنا؟
الثاني: تشكّلت ولم تولد.
الأول: كيف ذلك؟
الثاني: اختلف المندوبون «المسيحيون» الفائزون في الانتخابات على من يترأس هيئتها التنفيذية، و«فرط» اجتماع الهيئة المنتخبة الذي كان مقرّراً فيه توزّع أو «تقاسم» المسؤوليات بين أعضائها.
الأول: لماذا اختلفوا؟
الثاني: إنها شهوة السلطة.
الأول: علمت بأن أحد المرشحين الثلاثة للرئاسة أبدى استعداده لأن يتنازل لآخر حرصاً على انطلاقة عمل الرابطة النقابي وانتشالها من حالة الجمود والضياع.
الثاني: إنه موقف مسؤول وينمّ عن وعي وتجرّد كبيرين ولكن، يا للأسف، لم يحقّق مبتغاه.
الأول: لماذا؟
الثاني: لأن المرشّح الذي لم يتمّ التنازل له أصرّ، مدعوماً من أطراف سياسيين، على أن يبقى مرشّحاً للرئاسة.
الأول: هذا حقّ له.
الثاني: من دون أدنى شكّ. لكنّه أعلن في مناسبات عديدة أنه لن يستمرّ مرشّحاً للرئاسة إذا ما تخلّى مرشّح معيّن عن رغبته في ذلك. تخلّى هذا عن رغبته ولم يلتزم هو بموقفه.
الأول: كيف الخروج من هذا المأزق؟
الثاني: الحلّ الأمثل في أن يستمرّ زملاؤنا الثلاثة في ترشّحهم لرئاسة الهيئة التنفيذية، على أن تتمّ العودة الى القاعدة «المسيحية» التي انتخبتهم ما دامت الرئاسة قد كُرِّست لـ«المسيحيين» في هذه الدورة. المندوبون «المسيحيون» هم الكفيلون بحسم الموضوع وإنهاء حالة الشلل التي تتخبّط فيها رابطتنا.
الأول: ما تقترحه طبيعي ومنطقي ويتجاوب مع الأصول الديموقراطية، لكنّ بعض الأطراف رفضوا هذا الطرح في السابق.
الثاني: إذا أصرّ هؤلاء على رفضهم الاحتكام الى القاعدة، فهذا يعني أنهم لم يتحرّروا بعد من الذهنيّة الميليشيوية التي لا تقيم وزناً لرأي الآخرين وتخشى الديموقراطية وتنحر بهمجيتها القيم النقابية والأكاديمية.
الأول: هل تخشى على مصير الرابطة؟
الثاني: في جامعتنا أساتذة نقابيون لديهم من الوعي والحسّ بالمسؤولية ما يمكّنهم من صون أداتهم النقابية، ولن يسمحوا بالتفريط بهذه المؤسسة التي حققت إنجازات جليلة على مدى خمس وثلاثين سنة.
الأول: أنت متفائل.
الثاني: أنا نقابي.
الدكتور سليم زرازير