معهد مستقلّ
تعقيباً على ترجمة التقرير الصادر عن معهد «غيغا» الألماني، والمتعلّق باغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري وتداعياته («الأخبار»، 19 آب 2010):
في ما يتعلق بمقال يوم أمس تحت عنوان «مسارات ساخنة في قضية مقتل الحريري»، نلفت انتباهكم إلى أن هذه الدراسة أعدها الدكتور ستيفان روزيني، وهو لا يمثل مواقع الحكومة الألمانية. إنها دراسة مستقلة تعكس فقط وجهة نظر الكاتب الذي يعمل لمصلحة معهد أبحاث مستقل. وهذا المعهد لا يتبع لوزارة الخارجية الاتحادية.
المكتب الإعلامي في السفارة الألمانية في بيروت

«الأخبار»: استندنا إلى الموقع الإلكتروني لمعهد «غيغا»، الذي تحدث عن أن مصدر تمويله هو وزارة الخارجية الألمانية ودائرة المعرفة والبحث التابعة لحكومة هامبورغ المحلية. والتفاصيل ضمن هذا الرابط:
http://www.giga-hamburg.de/index.php?file=giga.html&folder=giga

■ ■ ■


«الشاطر بشطارتو»

بعد عدوان تموز الغاشم، بُحّ صوت الفنان رفيق علي أحمد وهو يصرخ «عيتا». لا لأن عيثا لم تستفق من نشوة الصمود والانتصار، بل لأن عيثا المجاهدة التي أعيت الاحتلال ولم تهن، وقعت، بكل ما للكلمة من معنى، في براثن مقتنصي الفرص، ولو على حساب الجراحات.
عيثا أقعدها تجار التعويضات الذين أعمت عيونهم شهوة المال والطمع والكسب الحرام، وصار الاستنساب والفوضى ديدن هؤلاء المتسلقين على ركام البيوت والمتوسلين أساليب الاحتيال من أجل قضمة من هنا وعضة من هناك.
كيف لا و«الشاطر بشطارتو». والشاطر لا يموت، فلكل معضلة فتوى تزيد من الجشع كما الثروات التي نبتت لدى البعض كما ينبت الفطر في منابت السوء.
في عيثا لم تزل الحال تروي قصصاً تبدأ ولا تنتهي عن الاستنساب والمحسوبية عن بيوت وأناس لم ينل أصحابها حقوقهم بعد. مستضعفو عيثا هم الذين ضرب بهم عرض الحائط وأُجبروا على بناء مساحات هم من وعدوهم بها وألزموهم ببنائها وتنفيذها، ما كبدهم ديوناً ثقيلة جراء ذلك ولا يزالون. ثم جاء أصحاب القرارات الجائرة فحسموا حقوق هؤلاء المستضعفين بشطبة قلم دون أن ترفّ لمن فعل هذه الجرائم بحقهم أي جفن. مع العلم بأن المسؤولين والمنفذين ومن أدار الملفات استحصلوا على كل ما أرادوا، إضافة إلى حصانة بعدم نزعها منهم (ولدينا الأسماء والأرقام والأدلة).
صحيح ما قيل عن أن الحرب يخطط لها الأقوياء، ويدفع ثمنها الضعفاء، ويحصد نتائجها الجبناء.
محمّد السيّد