العين والمخرز
«الجار ولو جار» مثل عربي بامتياز يطبقه العرب مع العدو الصهيوني المحتل لأرض عربية. أما المثل القائل «الجار قبل الدار» فحدث ولا حرج، إذ يبذل العرب الغالي والنفيس كي تنعم دار العدو المحتل باﻷمن واﻷمان قبل دورهم. هذا حال جهّال العرب منذ وجودهم اﻷول «بتقلهم تيس بقولولك احلبو»، ﻷن هذه اﻷمثال وجدت عن «جار الرضى» وليست عن «جار السوء».

فماذا كان سيحصل لو تأدب العرب بينهم كأدبهم أمام هذا العدو الغاصب المتغطرس؟ كانوا أعدوا أنفسهم بما «استطاعوا فقط» وأرهبوا به عدو الله. لقد قال وعز من قال في محكم كتابه «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم». بما استطاعوا فقط، ولا يحتاجون لمعجزات، وعدهم الله أنهم سيقدرون عليه، لكنهم للأسف سلموا أنفسهم ورقابهم وأرضهم وعرضهم بحجة أن العين لا تقاوم المخرز وذهبوا بقوتهم وما استطاعوا لينكلوا ببعضهم بعضا ففقأوا العين دون أن يسعوا سعياً واحداً لنيل شرف مواجهة المخرز. للأسف هذا حال العرب. بل لا أسف على هكذا عرب.
إبراهيم مالك