اتصالات آمنة
تعقيباً على مقال «آذان إسرائيليّة على الحدود الجنوبيّة» («الأخبار»، 28/8/2010):
تودّ شركة «نوكيا سيمنز نتوركس» التنويه باحترامها التام والتزامها الكامل بقوانين الاتصالات اللبنانية، حيث عملت الشركة على الدوام على تقديم خدمات اتصالات آمنة في البلاد. كما تؤكّد الشركة أنّ جميع المعدّات والأجهزة المستخدمة في لبنان من جانب الشركة هي من تصنيع شركة «نوكيا سيمنز نتوركس»، وتتوافق كلياً مع قوانين الاستيراد اللبنانية والمواصفات التقنية لهذا البلد.
ندى شماس

■ ■ ■


الرياضة قد تُلغي حرباً

لم أسمع «زمّوراً» في الشارع اللبناني. لم أرَ مواكب سيّارة تحتفل بفوز منتخب لبنان في كرة السلّة في مباراته الأولى في كأس العالم. تألّق اللّاعبون اللبنانيّون في المباراة. حقّقوا فوزاً في زمن الخيبات اللبنانيّة. تغلّبوا بثقة على كندا، البلد المنظَّم المتطوّر والآمن، البلد الذي يحلم معظم اللبنانيّين بالهجرة إليه وبامتلاك بيت فيه.
في كأس العالم بكرة القدم، لم أكن أتمكّن من النوم حين كان يفوز المنتخب البرازيلي أو الألماني، حيث تعلو أصوات أولاد الحيّ، يتشاجرون على تعليق الأعلام، ومنهم من كان يذهب ضحيّة العراك. اليوم، لم ينتبه أولاد حيّنا إلى أنّ لبنان فاز في مباراته الأولى في كأس العالم لكرة السلّة، ربّما لأنهم لا يؤمنون بالفوز اللبناني أو ربّما لم يعتادوه.
يستمع الشباب إلى الخطابات السياسيّة ويصفّقون لها، خطابات جدل بيزنطيّ، لكنّهم لا ينتبهون إلى مباراة رياضيّة فيها الكثير من تقبّل الآخر، من إعطائه فرصة، يعرف اللّاعب فيها أنّه لبنانيّ أكثر من كونه شيعيّاً أو درزيّاً أو...
يبلّل العرق أجساد الشباب. لن يُفرغوا شحناتهم الجسديّة والفيزيولوجيّة في الضرب وحمل السلاح. يفرحون بالتكتيك واللعب. يرقصون فرحاً وثقةً بالنفس. الثقة بالنفس قوّة تنهاك عن الضياع والإحساس بالضعف، تنهاك عن اللّحاق بالزعامات والأفواج، تنهاك عن حرب أهليّة.
لن أُخبر أولادي في المستقبل عن اقتتال برج أبي حيدر. لن أقول لهم إنّ ثلاث ضحايا سقطوا في شجار على أولوية المرور. لكنّني سأخبرهم أنّ منتخب لبنان في كرة السلّة، رغم إمكاناته الضئيلة، تمكّن من الفوز على نظيره الكندي. لن أسمح لهم بتعليق صور للزعماء الطائفيّين والسياسيّين في غرف نومهم. سنعلّق معاً صوراً للاعبي المنتخب اللبناني ليذكّروهم كلّ مساء بأنّ الفوز ممكن، وبأنّ العرق الذي يلمع على الأكتاف يبقى أجمل من البنادق والدماء.
ملاك مكي