فاجأني اسمي في عنوان فرعي من مقالة الأستاذ خليل صويلح التي تحمل العنوان الأصلي «المحترف السوري بين الطهرانية ومنطق السوق»، في صفحة «ثقافة وناس» بتاريخ 13 تموز 2010. أقول فاجأني لأنني أذكر أنني لم أُدلِ للأستاذ صويلح بتصريح له علاقة بهذا الموضوع من قريب أو بعيد، ولم يسألني عن رأيي بالطهرانية أو منطق السوق في أي من مقابلاته معي، مع أنه من الصحافيين الذين أحترمهم وأزوّدهم بأخباري وأتواصل معهم باستمرار. وفاجأني أكثر مضمون ذلك العنوان الفرعي: «وسارة شمّة وجدت في المعارض الدولية ملاذاً لأعمالها العارية»، ذلك العنوان الذي يوحي بأنني تعرّضت في سوريا لمضايقات أو لرفض أو لحظر نتيجة بعض لوحاتي التي تحمل عرياً.
وبما أن هذا الإيحاء عار تماماً من الصحة، رأيت من واجبي أن أوضّح ما يأتي:
تجاوزت بعض لوحاتي اللوحات العارية من حيث الصدمة التي تحدثها لدى المشاهد، كلوحة الرجل الحامل التي تتحدى العقل الشرقي، ومع ذلك عُرضت في دمشق ولاقت استحساناً ولم تتعرض لأي نقد، سواء أكان مكتوباً أم مسموعاً أم متناقلاً، مباشراً أو غير مباشر، بل على العكس، فرضت نفسها ونوقشت فكرتها على نطاق واسع.
من ناحية أخرى، لم ترفض أيّ صالة عرض تعاملت معها أي لوحة لي ولم تُسجّل أي تحفظ تجاهها، بل دائماً ما كانت تترك لي حرية اختيار الأعمال التي أرغب في عرضها، سواء في سوريا أو في البلاد العربية أو في أوروبا.
كذلك لا بد أن أذكر أنني لم أعانِ أبداً من رفض أي مطبعة طباعة كاتالوغاتي التي غالباً ما تحوي بعض اللوحات العارية أو المثيرة للجدل.
إذاً أنا لا أتعرض لاضطهاد فكري في بلدي، وليس هناك من يفرض رأيه أو أسلوبه أو متطلباته على فني، بل العكس هو الصحيح، لا ألاقي سوى التشجيع والدعم المعنوي وكل الحرية لأرسم ما أريد وأعرض ما أريد.
هذه قصتي وتجربتي، وهذا رأيي الذي أرسم على أساسه: «على الفنان أن يبقى حراً دائماً، وأن يفرض إرادته التي تعمل على تغيير المجتمع، لا أن يسمح للمجتمع بأن يؤثر فيه وفي فنّه».
جاوزت المقالة الصواب عندما اتهمتني بأنني أجد ملاذاً بعيداً عن بلدي. إن ملاذي الأول والأخير يبقى هنا بين أهلي وأحبائي.
يجب أن أشير في النهاية إلى أن القشة التي قصمت ظهر البعير في مقالة الأستاذ صويلح هي لوحتي المطبوعة ضمنها، التي أتت طباعتها معكوسة. أعتقد أن من حق القرّاء أن يشاهدوها بشكلها الصحيح الذي رسمتها فيه.
سارة شمّا