وسام الحسن وشهود الزور
تعليقاً على المقال الذي نشرته صحيفتكم الكريمة أمس عن الدور الذي يقوم به العقيد وسام الحسن أخيراً في تسوية العلاقات مع سوريا، وما ورد فيه من أنه سلّم السلطات السورية كل المعطيات المتعلقة بشهود الزور في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، نورد الآتي:
أولاً: إن دور العقيد وسام الحسن في رعاية شهود الزور قد بدأ في عام 2005، منذ ما قبل تسلّمه لرئاسة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، حيث اصطحب حينذاك شاهد الزور محمد زهير الصديق إلى إسبانيا وصدّق على افتراءاته خطّياً لدى لجنة التحقيق الدولية، فيما لم تكن له حينذاك أية صفة قانونية سوى كونه مستشاراً لدى النائب سعد الحريري، حتى ولو ادّعى العقيد الحسن لاحقاً أنّ اللواء أشرف ريفي كلّفه بتلك المهمة لتغطية دوره المذكور أعلاه.
ثانياً: أيضاً، قبل أن يتولى وسام الحسن رئاسة فرع المعلومات، وحين تلقى اتصالاً من رئيس الفرع حينذاك المقدم سمير شحادة، بشأن اعتراف مجموعة الـ13 التابعة لتنظيم القاعدة باغتيال الحريري، عمد وسام الحسن حينذاك إلى الحضور شخصياً إلى مكتب المقدم سمير شحادة واختليا بالسعودي «فيصل أكبر» لمدة نهار كامل، ما أدى إلى تراجع هذا الأخير عن إفادته التي كان قد أدلى بها طوعاً ومن دون أي ضغط. وكل ذلك من أجل أن تبقى التهمة محصورة بسوريا.
ثالثاً: حين زار العقيد وسام الحسن اللواء جميل السيد في معتقل رومية، مباشرة بعد حرب تموز، كان محور حديث الحسن أن سبب اعتقال اللواء السيد يعود إلى أنه لا بد أن يكون قد علم من السوريين، بحكم موقعه، بأنهم كانوا يريدون اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري...
رابعاً: نكتفي بهذه الوقائع الثلاث، للتأكيد أن العقيد وسام الحسن كان قبل تسلّمه لرئاسة فرع المعلومات وبعده، أحد كبار المسؤولين في لعبة شهود الزور، وفي توجيه الاتهام إلى الضباط الأربعة وسوريا، ولا سيما اللواء رستم غزالة، حيث لم يترك فرع المعلومات حينذاك صديقاً لغزالة إلا استدعاه لإقناعه بإلصاق التهمة بغزالة وسوريا.
خامساً: ...كيف يفسّر لنا العقيد وسام الحسن أن رواية «دير شبيغل» التي تتهم حزب الله باغتيال الحريري هي نسخة عن التحقيقات نفسها التي قام بها الحسن في عام 2006...؟
سادساً: إذا صحّ أن العقيد وسام الحسن قد تاب فعلاً وعاد إلى عادته القديمة في التردّد إلى الاستخبارات السورية، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: لو أن وسام الحسن وفريقه نجحوا في مؤامرة شهود الزور، وفي إلصاق التهمة بسوريا، وفي إسقاط نظامها كما كانوا يخططون، فهل كان وسام الحسن سيزور سوريا واستخباراتها اليوم...؟
المكتب الإعلامي للّواء جميل السيّد