غنّي غنّي يا فيروز
تحاولون إسكاتها؟!
هل سمعتم وقرأتم كل ما قاله الناس عنكم؟
فيروز أداء حسّي عالٍ، صوت خارق الجمال، لولا وجوده في العالم الرحباني لما كانت لهذا العالم كينونته هذه.
بصوتها وطلتها وعينيها العميقتين، بأدائها الإعجازي الذي لا يشبه أي مدرسة أدائية أخرى، لا في الشرق ولا في الغرب، بقدرته التصويرية الفائقة التي تشبه فقط قالب الجمال المرسوم في مخيلة عاصي ومخيلتها هي... خلقت لنا عالماً هو عالم فيروز وعاصي.
من هنا لا يستطيع أحد أداء أغانيها مثلها، من هنا لم يكن للفن الرحباني أن يكون على ما هو عليه لولا هذا الصوت «المصوِّر»، ومن هنا حقوقها التأليفية الكاملة في هذه المدرسة، حقوقها الإبداعية الكاملة.
لا أدري لماذا كل هذا «البغض بين الضيعتين»؟ تحملونه وتطالبون بـ«تدريس فن وأدب منصور رحباني والرحابنة». هل تحاولون التقليل من دور منصور في فن الأخوين وفيروز، لذلك تحاولون شطب هذا الفن من الذاكرة؟
أعلمكم أنكم خسرتم الورقة التي تعتقدون أنها رابحة في أيديكم، أخطأتم اللعب وبالتالي الهدف.
يا أولاد منصور، كيفما قلبتموها فهي ضدكم فحاولوا حفظ ماء الوجه بالصمت.
سيدتي: يا من جبلت بإبداعاتك أرواحنا، وكنت أمّاً من حيث أنت، لن تلقي منا إلا المحبة والانتظار، في المحطة قلت «الانتظار خلق المحطة وشوق السفر جاب التران» فكيف بنا نحن الذين لا ننتظر «تران» وهمياً، بل ننتظر إبداعك الحقيقي، الموجود والموعود.
فيروز... غنّي يا فيروز وليصمت الجميع.
د. نهى بشور


■ ■ ■


العنصرية المتمكّنة

دهمت قوات الأمن تجمّعاً لجالية (فرنسية، أميركية، أوروبية) في منطقة الأوزاعي حيث انهالت على المتجمعين بالضرب والرفس والشتائم العنصرية. ما سبق هو خبر أمني لا يحصل إلا في الأحلام. أما عندما تكون الجالية سودانية متمتعة ببشرة سمراء، فتسقط عنها كل الحقوق الإنسانية تحت مسمى الحفاظ على الأمن العام! أي عنصرية هذه التي تمارس بحق الفلسطيني، السوري، العراقي، السريلانكي، الإثيوبي، وخامساً اللبناني ذاته.
التفسير النفسي القابع في جوف التحليل أن بعض اللبنانيين قد فقدوا احترام الذات ووظفوا آلية دفاعية تدعى «الإسقاط» حيث أسقطوا احتقارهم لذواتهم على الآخرين وما بينهم.
صلاح عصفور
(اختصاصي أمراض نفسية)