توافق الخيام
حبّذا لو تعلن اللائحة التوافقية المدعومة من «أمل» و«حزب الله» غداً السبت في الحفل الكبير الذي سيقام في معتقل الخيام. حبذا لو تتحول عملية تدشين بئر الوعد الصادق وافتتاح المشاريع التي نفذتها بلدية علي زريق إلى مهرجان انتخابي يجمع كل شرائح المجتمع الخيامي والفاعليات السياسية والعائلية. حبذا لو تعلن مدينة الخيام، مدينة للمقاومة والصمود، فتجمع لائحتها التوافقية الذين طالما حملوا ثقافة المقاومة وحملوا لواء الحرية والديموقراطية... عائق واحد يمنع الوصول إلى لائحة تزكية، هو الخط الأحمر الذي أُعلن، والذي يرفض الحزب تجاوزه، وهو تمسّكه بالاحتفاظ بأكثرية المقاعد لعناصره.
إن تمسّك الحزب بأحد عشر مقعداً لمحازبيه هو العقبة الوحيدة في وجه الحلّ، وإلا لأعلنت اللائحة التوافقية.
تمسّك الحزب بأحد عشر مقعداً من أصل 21 (أي أكثرية المقاعد) يعني التمسّك باتخاذ كل القرارات والصلاحيات لست سنوات مقبلة...
ولهذا الموقف مدلولات سلبية واضحة تعني عدم الثقة بالقوى الأخرى التي يجري الائتلاف معها. إذا بقيت الحال كذلك، واستمرّ التمسّك بالمقاعد على ما هو عليه، فلا يسعنا إلا القول إن هذا التوافق هو حقاً توافق هشّ مبني على المصالح الفئوية... وقرارات البلدية لن تكون بأيدي أبناء الخيام، بل بأيدي من يكلّفه الحزب بتولّي المسؤولية في مدينتهم، سواء كان من أبنائها أو من خارجها.
كم كان موقف الحزب رائعاً عندما كان يزهد بالمقاعد فيُشرك حلفاءه في المراكز الوزارية والنيابية بعدما كانوا يقفون بشدة إلى جانبه في أيام الشدّة.
لقد حظي موقف حركة أمل في الخيام برضى الأهالي بعدما أدخلوا إلى حصتهم (التي لا تتعدى سبعة مقاعد) كفاءات خيامية وعناصر مستقلة ليست منظّمة في صفوفها إلى جانب سوريين قوميين اجتماعيين.
والموقف المعتدل للقوى اليسارية والاكتفاء بثلاثة مقاعد فقط، رغم وقفتهم التامة إلى جانب الحزب في بلدية الحاج علي زريق وفي الأزمة التي عصفت بالبلد، لقيت التأييد والثناء من قبل الكثير من المثقفين والوطنيين. لا لائحة توافقية فعلية في الخيام ما دامت الثقة بين الأطراف مفقودة...
حبذا لو يعاد النظر في الخطوط الحمراء، فيُتوصل إلى لائحة توافقية فعلية، ينشدها الجميع، فيزفّها إلينا غداً السبت سماحة السيد هاشم صفي الدين في حفل التدشين، فيرفع ذلك من مكانة الحزب على كل الصعد، وخصوصاً على الصعيد الشعبي.
أسعد رشيدي