إلى زياد
تحية ووردة وَبَعد،
(بما إنو قدراتي النحويّة متوقّفة حالياً، لأسباب عاطفية، رح أكتب حكياتي متل ما هنّي، ولغتي العربية بتبقى تسامحني بعدين).
زياد،
كيفك؟ كيفك إنتَ؟ إحنا هون، شو بدنا نخبّرك؟ هون ومش هون.
من لمّا رجعت من القاهرة، وأنا على هالحالة ـــــ اللي مش حالة أبداً ـــــ مش عم بعمل إشي مفيد للمجتمع، غير إني أحكي عن الحفلة، بمنتهى التوسّع، أو إني أسمع الموسيقى والغناني، أو أتفرّج عالصّور، للمرّة الميّة، للمرّة الألف، وبترجع تلاقينا عم نعيد، عن جديد. وترجع الصورة أنا ويّاك. ما بفهم الشعور. مش بإيدي. ومع إنو خلصنا أنا ويّاك. هيدي معلومات مش أكيده...
مش أكيده بالمرّة...
وترجع الموسيقى، ويرجع صوت البيانو، متل نقط الشتا عالشبابيك، شغلة متل الحلم!
أوّل مرة بحياتي بتمنى لو كانت ذاكرتي آلة تسجيل. بس بالآخر اقتنعت، إنو حضرتنا مش أكتر من كائن بشري عادي.
ورغم محدوديّة الذاكرة، بعدنا عم منحاول، وبعدنا هناك.
وقال شو... قاعدين عم نبذل مجهود ـــــ عنيف، لنتذكّر «كل شي» بدون استثناء، ومجهود تاني ـــــ أعنف، مشان ما يضيع منا ولا تفصيل، قدّ ما كان زغير. يمكن رح تسألنا، لشو؟
وحياتك مش عم نعرف! بس منعرف إنو بدنا نرجع، نرجع لهناك، لهديك اللحظات، لمّا كنا واقفين قبالك، بالسّاقية، من جهة اليسار، بْعاد شي متر ونصّ عن البيانو، واقفين، وعم نتسمّع عالموسيقى، وعم نغنّي معك، وعم ندمع. يلعن هالعيشة بدنا نرجع!
ويا ريتنا متل... ما كنا من قبل... من قبل ما الوقت قطعنا وراح...
في شي عم بيصير... هيدي معلومات أكيده!
بتصدّق إنو كلّ اللي سلّموا عليك، تصوّروا بعدها مع كفّات إيديهن؟
لأ وقال كان في اقتراح نتصوّر مرّة قبل الحفلة، ومرّة بعد بهدف استدراك التحوّلات الجذريّة عالمستوى الاستراتيجي.
وبحب أطمّنك كمان، إنو حتى هذه الأثناء، بعدها عم بتّتم عمليّة أرشفة مكثّفة، لكلّ حوار وكلّ قصّة وكل سيناريو، إنت تواجدت فيهن، أو لم تتواجد، لإنو حاسستلّك إنو صايرين عم نخترع إشيا زيادة، مش مهم، مش رح تفرق شويّة حلا زيادة، هيي الحفلة كلها أساساً كانت زيادة... وعنا الحلا كلّو... وعنّا القمر بالدار... ورد وحكي وأشعار... بس سهار... سهار سهار...
لشو الحكي... عن جد العقل كان زينة.
وبعدنا هناك، وبعدني عم بسترجع هداك الشعور، لحظة اللي بلّشت موسيقى الافتتاحية، وانزاح الستار من قبالنا، وشفناك، وسمعنا نقط البيانو كأنها مَيّ نازلة من السما...
معقولة هادا كلو كان؟ وإحنا هناك؟ وإنت هناك؟
بتذكّرك كل ما تجي لتغيّم... هدوء نسبي... ويا أبو علي... لولا فسحة الأمل... العقل زينة... وصّلو ع بيتو... روح خبّر... بما إنو... سي لو غازون توتال... تلفن عيّاش... و3 جداد... ومن شان الله زوقي احتشمي... بلا ولا شي... سهار بعد سهار... وهديتني وردة... فرجيتا لصحابي... خبّيتا بكتابي... زرعتا عالمخدّة... قولك ضلّ حدا ما بكي هون؟
زياد يخليلنا ايّاك، عنا طلب زغير.
قول لفيروز اشتقنالها. قلّها، في ناس، من جنوب الجنوب، مشتاقينلِك. وقلّها، صورِك بالبيوت وبالقلوب، بيحبّوكي مش لإنو صوتك حلو وبس، بيحبّوكي لإنّو عَ صوتِك هنّي تربّوا وكبروا، وبعد عم يكبروا.
يمكن خلص الحكي...
دايماً بالآخر، في آخر... في وقت فراق.
هالرسالة كانت منا كلّياتنا، أمان، ميساء، شفيق، شادي، مجد، حنا، عرين، أشرف، زاهر، سهيل، ولاء، جنى، وأنا، وغيرنا كتار كتار من فلسطين.
الوردة الجاية... رح أعطيك اياها بإيدك.
زياد،
بلا ولا شي،
منحبّك.
عبير خشيبون
(الجليل ــ فلسطين)

■ ■ ■


محاولات تأجيل بلا سبب

هل علينا أن نرضى بتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية ونبقى في مناطقنا متحملين المجالس البلديّة والمخاتير سنة جديدة؟ هل نرضخ لتأجيل تبناه السياسيون منذ اللحظات الأولى لطرحه، وراحوا يكيلون الاتهامات لبعضهم بوضع العوائق مستصغرين بذلك عقولنا الناضجة؟ بضع كلمات لن تضيق بها جريدتكم بصفحاتها الرحبة، فالكلمة تخفّف من انزعاج الناس وعدم رضاهم. قرارُ التأجيل هو قرارٌ يرضي السياسيين الذين يديرون رئاسة البلديات في مناطقهم، ويرضي رؤساء البلديات الحاليين، القائمين في مناطقهم والغائبين عنها قصداً لا يزورونها إلا نادراً، ويرضي أعضاء البلديات المصنفين بين مثقف وجاهل إلى أقصى الحدود وبين عضو فعال وآخر يقدم مصلحته ومصلحة عائلته على المصالح العامة. كذلك يرضي السياسيين الذين يخافون من الأجواء الانتخابية عموماً، فيتوهمون قتالاً وحروب شوارع وأزقّة، ويرضي السياسيين الكلاسيكيين الذين لا يحبون التغيير لأنه يفاجئهم فيُغمى عليهم من الصدمة. الأهمّ أن قرار التأجيل لا يرضي الشعب الذي يطمح دائماً إلى التجديد والانتخاب من جديد، بعكس ما يريده أغلب السياسيين إمّا لسبب ذكرته سابقاً وإما لآخر نجهله ونطلب إطلاعنا عليه بوضوح دون تأتأة.
م. مصطفى كلاكش
(عنقون)