إلى المجلس الشرعي
هذه الرسالة موجّهة أيضاً إلى الرئيس الحالي والرؤساء السابقين للحكومة، باعتبارهم أعضاءً، حكماً، في المجلس الشرعي: لمّا كان الساكت عن الحق شيطاناً أخرس، ولكوني مواطناً لبنانياً يعمل في الحقل العام، ولحرصي على كرامة الطائفة السنية التي أنتمي إليها، أود أن أصارحكم بما يلي:
1ـــــ إنّ محاولة الربط بين كرامة الطائفة وكرامة المفتي باطلة في الأساس، كما الربط بين كرامة مقام الإفتاء وكرامة شاغله.
2ـــــ إنّ المحافظة على كرامة مقام الإفتاء لا تتحقّق إلا عبر محاسبة كلّ مَن يسيء إليه بما فيه شاغله.
3ـــــ إنّ المحافظة على كرامة الطائفة تتحقّق عبر كشف حقيقة الاتهامات الموجّهة إلى سماحة المفتي بكل شفافية. فإمّا أن الوثائق التي نُشرت هي وثائق مزوّرة يحاسب عليها مَن عمّمها في الإعلام، أو أنها صحيحة فيحاسَب عليها مَن أصدرها ومَن استفاد منها. إنّ سوء التصرف بأموال الأوقاف، بما فيها وقف العلماء المسلمين هو جريمة موصوفة بحقّ المسلمين لا يمكن التغاضي عنها.
4ـــــ لقد وعدتم سابقاً، ووعد الحرّ دين، بأن التقرير المالي يجب أن يصدر في آخر شباط الفائت. وفي علمنا أن هذا التقرير أُنجز ولم يُنشر. إنّ أية محاولة لسحب هذا الموضوع إلى كواليس السياسة وتمييع النتائج أو التستر على الحقيقة تُعدّ مسّاً بكرامة الطائفة التي تُطالب ومعها لبنان بكشف الحقيقة عن جريمة استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
إنني أدعو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى إلى الانعقاد وبحضور رؤساء الوزراء الحالي والسابقين للاطّلاع على التقرير المنجز واتخاذ القرارات المناسبة، وإطلاع الرأي العام، بكل شفافية، وخاصةً أن الجميع يدعو إلى المساءلة والمحاسبة والشفافية، على نتائج التقرير والقرارات المتخذة لوضع الأمور في نصابها، فإمّا أن هنالك تجنّياً فاضحاً على سماحة المفتي وابنه، أو العكس، وذلك لإنهاء هذا الوضع الشاذّ، الذي لا تزال تتناوله بكثافة مواقع الإنترنت، التي أصبحت تمثّل جزءاً متنامياً من الإعلام.
احزموا أمركم بسرعة وافصلوا بين الانتهاء من الوضع الشاذ الحالي وأيّة تفاهمات أو مساومات على الوضع القادم. صحيح أن الحديث الشريف يقول «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، إلّا أن أخشى ما أخشاه أن يكون ما يجري اليوم هو تحريف للحديث بحيث يصبح: استعينوا على القضاء على حوائجكم بالكتمان. إنّ إضافة حرف الجر هذا لجرجرة القضية ولفلفتها، لا سمح الله، لن تجدي نفعاً، علماً أنني مع الكثرة من المواطنين لَمنتظرون ومتابعون.
عبد الحميد فاخوري