بيل بويارسكي*لو كان يمكن الكلمات أن تنجح وحدها، لنجح خطاب الرئيس باراك أوباما عن حال الاتحاد. لكن هذه المرة، الكلمات لم تكن تكفي.
لن تؤمّن الكلمات الوظائف للناس. حتى فصاحة أوباما، التي وصلها مرّات عدّة في خطابه، لن تكون كافية لبثّ الشجاعة في الديموقراطيّين الجبناء الذين يهربون من إصلاح معتدل لقانون الرعاية الصحية. كما لن تقنع الكلمات الجمهوريين بالتوقف عن معارضة يظنون أنّها ستسقط الديموقراطيين.
لقد شاهدت الخطاب في أحد بارات مدينة سانتا مونيكا، زبائنه هم أعضاء نادي الديموقراطيين في المدينة. كانت ردّة فعل الموجودين عيّنة من ردود فعل القاعدة الحزبيّة، أيّ الناخبين الذين يتوجب على أوباما أن يستميلهم لتجنب كارثة انتخابية. بداية كانوا متوتّرين، بسبب الأسبوع السيّئ على الديموقراطيين. «أرجو أن يلهمنا ما حدث»، قال جاي جونسون. عند نهاية الخطاب، صفقوا مراراً وكانوا على وشك الخروج من البار وتحويل بعض الجمهوريين والمستقلين إلى ديموقراطيين، إذا وجدوا بعضهم في مدينة الديموقراطيين.
صفّقوا لإصلاح المصارف. صرخوا «لا» عندما قال إنّه يريد المزيد من المفاعل النووية، و«لا، لا» حين تحدث عن التنقيب عن النفط في البحار. تصفيق حار لقانون حماية المناخ. تصفيق حار لإلغاء سياسة التمييز ضد المثليين في الجيش. تصفيق مماثل لالتزامه بإصلاح الرعاية الصحية، وعندما قال «لن أتخلى عن هؤلاء الأميركيين، وكذلك الناس في هذه القاعة». للتأثير على القاعدة، على أوباما أن يعيد أميركا إلى العمل من جديد. ويتطلب الأمر أكثر من خطابه هذا ليفعل ذلك.
أعطى الكثير من الأهمية لخطة التحفيز المالي التي صدقت بداية العام الماضي، والتي كان من المتوقع أن تخلق وظائف كثيرة الآن. لقد قال: «... هناك مليونا أميركي يعملون الآن كانوا سيصبحون عاطلين من العمل... ونحن في صدد إضافة مليون ونصف مليون وظيفة بنهاية هذا العام».
لم يوقف هذا الأمر ارتفاع حدّة البطالة. مكتب الإحصاءات في وزارة العمل أشار إلى أنّ البطالة ارتفعت في 43 ولاية ومقاطعة كولومبيا الشهر الماضي. وصلت إلى 11.8 في المئة في فلوريدا، حيث كان أوباما يوم الأربعاء للترويج لبرنامج الوظائف الخاص به. في كاليفورنيا، وصلت البطالة إلى 12.4 في المئة، ما أجبر الديموقراطيين على القلق بشأن خسارة انتخابات الحاكم ومقعد مجلس الشيوخ الخاص ببربارا بوكسر.
الصعوبة في تحويل كلمات الرئيس إلى أفعال تظهر في دراسة عن مبلغ 18.5 مليار دولار أعطيت إلى ولاية كاليفورنيا كحصتها من رزمة التحفيز التي أقرها أوباما، والتي بلغت 787 مليار دولار. وقام بالدراسة قسم «كاليفورنيا ووتش» (مرصد كاليفورنيا) من مركز الصحافة الاستقصائية. أُنقذ أكثر من 62000 وظيفة في التعليم الرسمي، من أساتذة جامعيين إلى سائقي الحافلات المدرسية، من خلال دفع أموال التحفيز. في جامعة كاليفورنيا وحدها، أنقذت 8356 وظيفة ضمنها 1341 في التعليم. لكن هذا لم يمنع الجامعة من فرض رسوم عالية ستمنع عدداً من الطلاب من الدراسة الجامعية.
يجب أن يأتي خلق الوظائف الحقيقية من شركات الصناعة والبناء التي تتلقى عقوداً من الحكومة لمهمات تتطلب عدداً كبيراً من العمال. هكذا استعاد الاقتصاد عافيته بعد الكساد الكبير حين عمل العاطلون من العمل لدى شركات البناء في المشاريع الكبيرة التي نفذتها للقطاع العام. يجب أن يحصل هذا بسرعة. فرؤية الناس تعمل في وظائف خلقتها رزمة التحفيز، سيشد عزم الأمة، كما حصل في زمن روزفلت.
يبدو أنّ برنامج أوباما يأخذ وقتاً طويلاً، فهو بطيء ولا يخلق وظائف كافية. ستخلق منحة بقيمة 285 مليون دولار لمعامل إعادة تكرير المياة المبتذلة 285 وظيفة فقط. ستحصل شركة تصنع لوحات للطاقة الشمسية على 535 مليون دولار وستخلق 118 وظيفة. ستحصل بوينغ على 45.9 مليون دولار للمراقبة البيئية في جنوب كاليفورنيا لأنهّا لوثت نبعاً بمادة الكروميوم والديوكسين والحديد والزئبق. سيخلق ذلك 11 وظيفة فقط لتحسين الخطأ الذي قامت به بوينغ. هذه صفقة جيدة للشركة، لكن ليس للأمة.
سيذهب ما يزيد عن 325 مليون دولار لما يعرف باسم لجنة كاليفورنيا للائتمان الضريبي. سيستخدم المال لإعطاء قروض للمطورين العقاريين لبناء منازل رخيصة. لم يصرف بعد أي مبلغ، ولا يعرف عدد الوظائف التي سيخلقها، وهي كثيرة. لن يحصل أي شيء من هذا إن لم يحصل المطورون على تمويل إضافي، وينجون من القواعد التي تضعها الولاية والحكومات المحلية. ستمنح إدارة أوباما 226 مليون دولار لبرنامج كاليفورنيا للطاقة ليخلق برامج تنتج منها وظائف جيدة للبيئة وبرامج تنفيذ. العدد الإجمالي للوظائف التي ستنتج منه واحدة، وهي مركز محلل متخصص.
يكفي أننا نقتل حماسة الناشطين المناصرين كالذين كانوا موجودين في البار ليلة الثلاثاء الماضي. هم مستعدون للعمل من أجل أوباما، ولإنقاذ مقعد باربارا بوكسر في الكونغرس. الموقف هو نفسه لدى الديموقراطيين في كل الانتخابات المقبلة في البلاد.
عندما كنت أتحدث مع أشخاص في ذاك البار، لخّص لي أحدهم، يدعى ميكال كاميل وهو معجب جداً بأوباما، الوضع الصعب الذي يواجهه الديموقراطيون: «لا يمكنك النجاح من خلال خطاب. يجب أن ترى الأداء».
*عن «تروثديغ»: مجلة إلكترونية أميركية تتحدث باسم الديموقراطيّين