رسالة شكر
في 18 كانون الثاني 2010، فازت يسرا العامري بحريتها، وفاز معها كلّ مَن دعم هذه القضية، وكل مَن عمل جاهداً لتنفيذ قرار قضائي مثّل علامة ناصعة في سجلّ القضاء اللبناني، وكرّس الحقوق والحريات.
جمعية روّاد فرونتيرز تتقدّم بالشكر من حضرتكم لمساهمتكم الفاعلة في القضية، إذ كنتم شركاء النضال مع جميع الأشخاص الذين دعموا هذه القضية، وأسهموا في نجاحها، من صحافيين وناشطين وحقوقيين ومحامين وقضاة، وأفراد مستقلّين، وكانت بصمتكم دليل إيمان بدولة القانون، وبضرورة احترام القرارات القضائية، وعدم التعدي على الحريات الفردية.
وتأمل رواد فرونتيرز أن تمثّل قضية يسرا العامري نموذجاً يحتذى به في العمل الجماعي للإفراج فوراً عن جميع المحتجزين تعسفاً، ووضع حد لأيّ مخالفة لأحكام القضاء، أو تمنّع عن تنفيذها، كما تأمل أن يستمر التعاون بين كل الفئات المعنية بحقوق الإنسان للعمل يداً بيد على بلورة ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز الحرية والكرامة الإنسانية.
جمعية رواد فرونتيرز

صحّ النوم

لم أرَ أو أسمع في حياتي إذعانا وذلاً لهذه الدرجة من المهزلة. أصبحنا كالبقر نأكل الطعام نفسه ونجترّه مراراً. أمّا الحظيرة، فمجتمع متصدّع كتلك العمارات الأثرية في بيروت، تُهدّ برغبة وقرار مضمرين من ربّ البيت.
الشباب القبضايات في القهوة المنزوية آخر الحي يلعبون الورق تماماً كما تركتهم آخر الليل. يتثاءبون ضجرين. اجترّوا أنفسهم مراراً ولم يبقَ للتسلية سوى جرعة أدرينالين ينتشون بها. إنهم يتوقون، ولو إلى كلب يعوي خارجاً حتى يشتمّوا منه رائحة بارود لم يحترق بعد.
أحاول أن أصل سالمة إلى عملي كل يوم. أحرص على تفادي الاصطدام بكمّ هائل من العشوائيّات التي تعترض طريقي بقدرة قادر. فلا أدهس الولد الذي تضحّي به أمه حتى أدعها تمر، ولا أصطدم بالسيارة المتّجهة صوبي عكس السير.
ولا أنسى أن أشكر الدولة لاهتمامها بصحّتي النفسية عبر سياسة التحفيز على الضحك الصباحيّ. إذ لا أبالغ في القول إنّني أضحك ملء فمي، وأنا في عزّ زحمة سير خانقة حين أسمع سيارات الأمن تزعق من بعيد تحضّ القطيع المتراص على التفرّق ليمرّ أحدهم...
أما وقد وصلت بخير إلى العمل، فإنني أسعى إلى طمأنة كلّ من أحب، وأبدأ نهاري الممنهج بدقة بفتح الكومبيوتر وتصفّح الصحف... «الحكومة تدرس إمكان رفع الضريبة على القيمة المضافة إلى 15 بالمئة دفعة واحدة»...
إنه يوم جديد، لكنه الجوّ الموبوء نفسه. واللي من إيدو ألله يزيدو.
رنا الحاج