برلوسكوني يتمتّع بدعم الإيطاليّين
لقد فوجئنا كثيراً عندما قرأنا في عدد يوم الجمعة من جريدة الأخبار التي تديرون، مقالة تحت عنوان «مرسوم روماني للإنترنت» بقلم صباح أيوب. يتعلّق الأمر بمقال كُتب بلهجة غير أخلاقية واستفزازية، وقليلة الاحترام تجاه رئيس حكومة، منتخب ديموقراطياً من جانب معظم الشعب الإيطالي، لبلد يكنّ صداقة حقيقية، وقريب جداً من لبنان. طاول هذا المقال وجهاً يحظى بأعلى درجات الاحترام على الصعيد الدولي، إذ يؤدّي دوراً يقرّ به الجميع، وجرى تأكيده في تسلّم إيطاليا أخيراً رئاسة مجموعة الثماني، وفي العلاقات الممتازة بينه وبين رؤساء الدول الكبرى. وهو رئيس حكومة، بناءً على نتائج استطلاعات الرأي، ما زال يتمتع بالدعم الوثيق من معظم الإيطاليين.
يتضمّن المقال فضلاً عن ذلك معلومات غير محترمة، وتزويراً فادحاً للحقائق، سواء لجهة الحياة الخاصة لرئيس مجلس الوزراء (بذكر معلومات كاذبة غير مدعّمة بإثباتات)، أو لجهة البيانات والوقائع، كالرقابة على المواقع الإلكترونية (غير المؤكّدة من جانب مصادر موثوق بها، ومنافية تماماً لمبادئ الحرية التي تتغنّى بها القضية الإيطالية).
وأرى أنه من المخجل كيف أن الكاتب لم يندّد ـــــ كما كان يجب أن يفعل ـــــ بالاعتداء السافر التي تعرّض له أخيراً.
وإنه لمن المؤسف والمحزن جداً أن نجد هذا الكمّ من العدوانية، وهذا القدر من الأكاذيب تجاه رئيس وزرائنا: أكاذيب مسيئة إلى مؤسساتنا وإلى مشاعر الإيطاليين، وإلى الديموقراطية التي تتحلّى بها إيطاليا.
أتمنى أن تتّسم المقالات التي تنشرونها في المستقبل بالجديّة المهنية، وباحترام الأسس الحضارية وبالصحّة.
غبرييلي كيكيا
(سفير إيطاليا في لبنان)

«الأخبار»: نودّ أن نؤكّد للمعنيّين أنّ الكاتبة لم تخرج عن إطار الأخلاقيات العامّة وآداب المهنة، بل نقلت صوت جزء كبير من الشارع الإيطالي، الذي يتكلم بالحدّة نفسها وأكثر. يُذكر أنّ «الأخبار» كانت قد نشرت مقالاً للكاتبة في 7 تشرين الأول 2009 بعنوان «Papi برلوسكوني يعلنها حرباً على الإعلام»، يتناول عدداً من التجاوزات الإعلامية الأخيرة لرئيس الحكومة الإيطالي، التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية.