القادري تضامن مع المفتي
أوردت صحيفتكم في عددها رقم (1040) الصادر يوم الثلاثاء في 9ـــــ2ـــــ2010، خبراً عن زيارتي إلى سماحة مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني تحت عنوان «اضطر إلى التضامن».
يهمّني التأكيد أن ما عُدّ تبريراً لزيارتي إلى سماحة المفتي ليس إلّا تأويلاً لا يعكس حقيقة ما أدليت به إثر الزيارة من مواقف مستنكرة لبيان الرئيس سليم الحص، وخصوصاً أنني أكدت مواقفي هذه في إطلالتَين إعلاميّتين تلت الزيارة، الأولى عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال، والثانية في مؤتمر صحافي عقدته في مكتبي في البيره ـــــ راشيا.
بهذا المعنى، فإن ما نُشر عن أنني لم أقصد التضامن مع المفتي ليس صحيحاً، وكان الأجدر بكاتب الخبر، بدل أن يضطر إلى الاجتهاد في قراءة مواقفي، أن يتصل ويتأكّد من حقيقة تضامني مع سماحة المفتي، ومع دار الفتوى.
النائب زياد القادري

■ ■ ■
بذور فساد

تعليقاً على مقال «لبنان ودول PIGS» («الأخبار»، 8/2/2010):
إيطاليا: دولة ما زالت منقسمة داخلياً، ووحدتها ضعيفة بين الجنوب، الذي تسيطر عليه المافيا، والشمال، الذي تسيطر عليه المنظمات المتطرفة.
اليونان والبرتغال: دولتان ما زال للدين والكنيسة دور كبير في تحديد السياسات فيهما.
اليونان لا تفصل بين الدين والدولة فصلاً كاملاً، ويحدّد دستورها العلاقة بين الكنيسة والدولة. فمثلاً البند الثالث منه يمنع أيّ ترجمة رسمية للإنجيل من دون موافقة الكنيسة.
إسبانيا: ينطبق عليها نفس ما ينطبق على البرتغال واليونان، إضافةً إلى أنها كانت تهمّش الأقليات، ممّا أنبت مثلاً منظمة الإيتا.
إذاً، تدهور مالية هذه الدول ليس فقط بسبب أزمة مالية عالمية، بل لأن هناك بذور فساد موجودة لديها. وهذه البذور نملكها نحن أيضاً في لبنان وبأشكال مضاعفة. وأبرزها: عدم فصل الدين عن الدولة، التمييز بين المواطنين على أساس عرقي، جنسي، ديني... القوانين التي تمنع نقد السلطات غير المنتخبة، كالسلطات الدينية مثلاً، ضعف السلطة المركزية، سياسات رأسمالية، وجود مافيات تستغلّ الدين أو الطائفة أو أيّ شيء من أجل مواصلة النهب،
غياب الوعي، أو رغبة الشعب في إنقاذ بلده، وعدم تحرّكه إلّا في الحالات القصوى والمحدودة محلياً... كمشكلة النفايات في نابولي، أو مشكلة الكهرباء في المنية، بينما لا يوجد أيّ تحرك شعبي واسع.
مع التذكير طبعاً بأنّ دول الـ PIGS تملك الأمل في التغيير نظراً إلى الوعي الأكبر لشعبها. مثال على ذلك انتفاضة الشباب في اليونان، أو التظاهرات ضد برلسكوني في إيطاليا. أما في لبنان، فلا يوجد أيّ أمل...
عبد القادر الحوت