إلى الجبهة الأرثوذكسيّة
إنّ الأرثوذكسية اليوم، تعيش خارج تاريخها! إنّ طائفة هجرتْ تاريخَها، وانْزوت في شرنقة الفساد والعفن والكسل، تصابُ أوصالُها بالوهن والشيخوخة، يتلاشى دورها، يتقلّص نفوذها، وتتراجعُ منزلتها بين شركائها في الدين والوطن. كلُّ ذلك، لأنّها تنكّرتْ لتراثها العريق!
ومَنْ يتنكّر لماضيه، يهدُر حاضره، يعبث بمستقبله، ويغدو لا حاضرَ له ولا مستقبل. ومَنْ يسكت على شريك؛
يُهْمل قدسيّة رسالة التبشير، يغرق في شهوات الدنيويّات، يستبيح القوانين للتفرُّد بالقرار والتصرّف، يمارس سياسة الإقطاع والعبودية، ويستسيغ التحالفَ مع جشع المتموّلين.
فهو: يغامرُ برصيده الديني، يقامرُ بإرثه الحضاري والإنساني، ويتآمرُ على شرف هويته وانتمائه!
إنّكم في الجبهة الأرثوذكسيّة، حين لجأتم إلى القضاء المختصّ، جسّدتم الوفاء والإخلاص لأهداف جمعيتكم،
وبعثتم الأمل والتفاؤل في نفوسِ الأرثوذكسيين، لأنّكم دحضتم مقولةَ «إنّ زمن الأرثوذكسيّة ولّى إلى غير رجعة».
إنّنا نثني على سلوكيتكم المسؤولة والراقية، ونثمّنُ مبادرتكم الجريئة والمشكورة، ونعربُ عن أسفنا وسخطنا واستيائنا حيالَ معظم الفاعليات الأرثوذكسيّة، ولا سيّما السياسيين منهم، الذين التزموا الصمتَ المشبوه،
حفاظاً على المنفعة الذاتية ونشوة التبعيّة.
واسمحوا لنا أن نقترح عليكم ما يأتي:
(1) تشكيل لجان عمل من أهل الخبرة والاختصاص، تكون مهمتها:
أ ـــ وضع تعريف «الأرثوذكسيّة» يحدّد أبعادها الدينية والفكرية والوطنية، وذلك لإتاحة الفرصة أمام أوسع مشاركة علمانية للتباحث بالقضايا الأرثوذكسيّة وكذلك المسيحيّة والوطنية.
ب ـــ إعداد مراجعة نقدية ذاتية تجيبُ عن الأسئلة الآتية: هل الأرثوذكسيّة أخرجتْ نفسها من تاريخها، أم هي استُهدِفَتْ فأُخرجتْ؟ هل الواقع الأرثوذكسي الحالي، يخدمُ مصلحة الأرثوذكسيين والمصلحة الوطنية؟
ج ـــ وضع توصيات تلحظ التدابير الناجعة لمعالجة الوضع.
د ـــ تنظيم حملات إعلامية لإطلاع الرأي العام الأرثوذكسي على التجاوزات والانحرافات التي تمسُّ سلامةَ الحقوق والعقيدة الدينية.
ولأجل هذه الغاية، نتمنى عليكم نشر الموقع الإلكتروني لجمعيتكم لتسهيل التواصل والتعاون معكم.
هـ ـــ الدعوة إلى مؤتمر عام حاشد لإذاعة التوصيات المتخذة.
جان يونس