إنقاذ الأرثوذكسيّة
تعليقاً على موضوع «الإكليروس الأرثوذكسي يطرد العلمانيين» لغسّان سعود («الأخبار»، 8/1/2010):
إنّ عنوان هذا المقال على الغلاف الخارجي صحيح جداً، وليس عنوان الداخل «ولّى زمن الثورات الأرثوذكسية». فالأمر فعلاً هو عملية طرد وإبعاد، ولكن بالإمكان أن يصبح أكثر دقة لو قلنا: «البطريرك والمطارنة الأرثوذكس يطردون العلمانيين»، ولا علاقة لبقية الاكليروس من شمامسة وكهنة وغيرهم بالأمر، فهم مطرودون أيضاً.
والآن نأتي الى بيت القصيد، ألا وهو إعادة رباط الوحدة بين أعضاء الكنيسة الارثوذكسية الواحدة. فلا داعي للكلام عن ثورة أو معارضة أو خصام أو مواجهة، بل دعوة متواضعة إلى أن نأتي معاً الى «كلمة سواء» سامعين لكلمة الرب على لسان نبيه حزقيال: «أن تعالوا نتحاجج يقول الرب».
أوّلاً: صياغة القوانين الثلاثة هي أساساً غير قانونية، إذ انفرد السادة المطارنة بإقرارها، خلافاً للدستور الاساسي الذي كان يحكم الكنيسة الأرثوذكسية، الصادر عام 1955.
ثانياً: وما بني على باطل هو باطل أيضاً. وبالتالي فإنّ موافقة مجلس الوزراء السوري آنذاك ـــــ على عهد صاحب الغبطة المثلث الرحمات الياس الرابع ـــــ هي باطلة.
ثالثاً: والآن نشر وزارة تصريف الأعمال ـــــ برئاسة دولة الرئيس فؤاد السنيورة ـــــ لها في الجريدة الرسمية باطل أيضاً.
رابعاً: إنّ الجبهة الارثوذكسية وحدها ضعيفة، وكان عليها أن تتحرك منذ 1972، بإقامة الدعوى، وتهيئة الشعب الارثوذكسي وقياداته لمنع الانحراف والانهيار. ولذا لا بد من إقامة نواة جديدة، الى جانب الجبهة، تعدّ برنامج عمل واضحاً للوصول الى الإصلاح الكنسي المنشود. ولمَ لا يكون بعض من السادة المطارنة أعضاءً في هذه النواة...؟
هناك رب الكنيسة الذي لا يترك كنيسته، عمود الحق وقاعدته، أن تسقط في الظلمات، وهو يهيّئ رجالاً ونساءً، رهباناً وراهبات، علمانيين وعلمانيات، كي يقطعوا باستقامة كلمة الحق. «طرق الرب غير طرقنا وأفكاره ليست كأفكارنا»، فانهض يا رب وهيّئ لنا نواة تعمل بمرضاتك.
وأختم بتجديد دعوتي، بكل تواضع ومحبة، الى غبطة البطريرك والسادة المطارنة أن يعيدوا بأنفسهم الشركة المنقطعة بينهم وبين شعبهم. وصاحب الغبطة الذي كان قادراً على اختيار أسقف لنا على حسب قلب الله، وهو المتروبوليت افرام كرياكوس، قادر أيضاً بالروح نفسه، أن يجوز صحراء الغربة والانقطاع بين الاكليروس والشعب المؤمن وقد قاربت الأربعين سنة. فقم يا سيدي واستنجد بشفيعك القديس اغناطيوس الانطاكي وكن الخميرة الطاهرة التي تخمر العجين. والسبح لله دائماً.
الأب إبراهيم سرّوج