strong>كوري شايك*كان من المريح أن نرى باراك أوباما يتحمّل مسؤوليّة «الفشل المنهجي» لحماية الشعب الأميركي. لكن من المدهش رؤية ما آلت إليه تغطية القصّة في الإعلام. إدارة الحكومة هي ببساطة من مهمات الرئيس. وهو قَبِل المسؤولية بعد أسبوعين من العمل غير المتقن والمكلف سياسياً. قبل الرئيس المسؤولية فقط لأنّ الشعب الأميركي كلفه بها.
مشكلة الرئيس هي النقص في السرعة في ما يتعلق بالاعتداءات الإرهابية كما وصفها التقرير الصادر عن الإدارة، ويبدو هذا النقص شبيهاً بالتصرفات التي سادت قبل 11 أيلول. قال لي ذلك هاميلتون وتوم كين، وهما عضوان في لجنة 11 أيلول. يبدو من المنطقي أن يسأل الأميركيون لماذا حصل ذلك، إذ بعد كلّ المصاريف وخبرة السنوات الثماني الأخيرة، يبدو أن حكومتنا ليست قادرة على أن تقوم بما هو أفضل من ذلك.
في الحقيقة، حكومتنا تبرع في حمايتنا. أصبحت مستويات الخطر المرتفعة معتادة في السنوات الماضية، ومنعت نجاح اعتداء آخر. على النساء والرجال الطيبين في إدارة الأمن القومي والاستخبارات أن يكونوا على حق كلّ يوم، وهذا عبء كبير، والإدارة تأخرت في تقدير كلّ ما يجرس بطريقة جيدة.
من الواضح أنّ المركز القومي لمكافحة الإرهاب لم يجمع التفاصيل بسرعة في هذه القضية. هذا يحصل في طبيعة العمل الاستخباريّ الذي لا معلومات كاملة فيه إلّا لماماً. لكن يبرز هنا ضرر «مناخ القيادة» الخاص بالإدارة. فسلوك وزير العدل إيريك هولدر تجاه الأشخاص الذين يجب عليهم أن يتخذوا قرارات مصيرية يومية لحمايتنا، سيجعلهم أقل عرضة للخطأ. يجب أن يعملوا في بيئة تقدّر فيها القيادة أنّ طبيعة عملهم تعني أنّهم يخطئون أحياناً. سيأخذون خيارات سيئة، أو سيأخذ خيار جيد منحى سيّئاً. يستحقون أن ينالوا منّا تقديراً لخطورة ما يفعلونه لحمايتنا وصعوبته.
عنصر آخر من مناخ القيادة هو تصرف الرئيس نفسه. المرشح ثم الرئيس أوباما، مع مساعد الرئيس لمكافحة الإرهاب جون برينان، افتخرا دائماً بأنهما وضعا «الإرهاب مجدداً في منظوره الصحيح». وهما يعنيان أنّ الإرهاب لم يعد بالأهمية نفسها التي كانها في عهد بوش. نجح برينان في إقناع الإدارة باعتماد موقف لا «يكافئ» الإرهابيين بالاهتمام وردود الفعل المكلفة. وهناك بعض الحكمة في هذا النوع من التفكير. لكنّهما فقدا ثقة الشعب حين ادعى كلّ من الوزيرة نابوليتانو، روبرت غيبز وجون برينان أنّ «النظام كان فعالاً». المسافرون لا يرون أنّ إفشال المسافرين أمثالهم لاعتداء إرهابي معناه «فعالية النظام». رباطة جأش برينان قد تكون فريدة كبرودة الرئيس، لكنّها ليست ذات نفع مع المسافرين الذين عجلوا في التغيير المفاجئ من جانب البيت الأبيض. اختار مستشار الأمن القومي جيم جونز تشبيهاً غير موفق للإدارة حين قال إنّ الاعتداءين الأخيرين كانا الضربة الأولى والثانية، لكنّ حساباته السياسية صحيحة.
عدم فهم برينان للدينامية السياسية يُعدّ سبباً إضافيّاً للقلق من تكليفه مراجعة قوائم مراقبة الإرهاب، وتقدير إذا كان المركز الوطني لمكافحة الإرهاب يعمل بطريقة صحيحة. وضع جون برينان هذه اللوائح، لذا فهو لن يكون موضوعياً في تقويمه. هو يصف نفسه بأنّه لا يتعاطى السياسة، لكنّه ناصر الرئيس أوباما.
بدت جانيت نابوليتانو أقرب إلى الهدف في خطابها بعد الرئيس. لقد كانت حجتها مقنعة في ما يتعلق بالأمن المتعدد الطبقات، وبدت أكثر التزاماً بتوسيع حدود دفاعاتنا عبر التعاون الدولي. لكن كلّ ذلك تطلّب اعتداءً إرهابياً فاشلاً لتركيز اهتمام الإدارة. كان يجب التركيز على شعبية الرئيس الدولية لانتزاع تنازلات حول مشاطرة قواعد المعلومات على الأقل من حلفائنا الأوروبيّين قبل ذلك.
من المقرر أن يعقد الكونغرس عدداً من الجلسات في لجان الأمن القومي في مجلسي النواب والشيوخ وفي لجنة مجلس الشيوخ الخاصة بالاستخبارات. ومن المفترض أن توفّر هذه الجلسات فكرة عن السبب الذي يجعل الإدارة تأخذ بجديّة هذا التهديد اليوم فقط، مثل باقي الأمة. لسوء حظ الرئيس، تحمّل مسؤولية الفشل هو البداية لا النهاية لهذا النقاش.
*عن «فورين بوليسي»، مجلة أميركية تصدر كلّ شهرين أسسها صموئيل هانتنغتون، تنشر مقالات لأكاديميين ومفكرين. (ترجمة ديما شريف)