قرار حاسم
في اعتقادنا أن على رئيس الحكومة سعد الحريري أن يتخذ القرارين اللذين دعاه إلى اتخاذهما كل من اللواء جميل السيد والوزير سليمان فرنجية.
الرئيس سعد الحريري يمكن أن يبقى رئيساً لحكومة لبنان من دون منازع لعشرات السنين المقبلة، ولكنه لا يمكن أن يبقى وإلى جانبه أولئك الذين أساؤوا أكثر ما أساؤوا إلى والده الراحل.
ولا تفيد الحريري مقالات من نوع تلك المقالة التي ورد فيها أن القضاء اللبناني لم يقع في «الفخ» الذي نصبه له اللواء السيد عندما تحدث في مؤتمرات صحافية عن مسألة شهود الزور بالأسماء والوقائع والأرقام. والمقصود بعدم الوقوع في الفخ هو التجاهل الكامل لكل ما قاله السيد. وبات من نافل القول إنه لا قضاء في لبنان اليوم، وإلا فإنه بعد تلك الاتهامات يجب أن يحصل أحد أمرين لا ثالث لهما: إما أن يحاكم اللواء بتهمة الكذب والافتراء وإما أن يحاكم من ذكرهم اللواء بالتهم التي عددها.
أما عدم حصول أحد الأمرين، فهو دليل واضح على أن القضاء في لبنان لا وجود له إلا على جداول الأجور والرواتب في وزارة المالية، أو في مكان آخر.
هذه من الناحية العدلية ــــ القضائية، أما من الناحية السياسية والأخلاقية، فإن على رئيس الحكومة أن يعمل بنصيحة اللواء السيد بتنظيف ما ومن حوله ممن أساؤوا إلى والده الشهيد بالدرجة الأولى. وإذا كان لدى سعد الحريري وفاء، يجب أن يكون موجّهاً لوالده الشهيد لا لمجموعة من الذين يبدو ــــ إلى أن يثبت القضاء في مكان ما العكس ــــ أنهم قد أساؤوا إلى الحريري الأب عندما حاولوا تزوير التحقيق في جريمة اغتياله، وتوجيهه إلى غير وجهته الصحيحة.
فإذا فعل الحريري الابن ذلك وقام بعملية التنظيف، عندئذ يحتاج إلى نصيحة الوزير فرنجية بأن يعرف كيف يختار أصدقاءه. وإذا أراد الحريري أمثلة في هذا المجال، فعليه أن ينظر إلى ما حصل للائحة زحلة بالقلب من جهة، وإلى العلاقة القائمة بين السيد حسن نصر الله والجنرال عون والوزير فرنجية من جهة أخرى.
ولا نعتقد أن أي إنسان عاقل يمكن أن يخطئ في الاختيار في هذا المجال.
جاسر جبور