الفرصة الضائعة الأولى: رزمة التحفيز
عندما وصل أوباما إلى الرئاسة، كانت لديه الحرية الكاملة وشيكاً على بياض لتصميم رزمة لتحفيز الاقتصاد. كان بإمكانه استخدام هذه القوة لابتكار ما يسمّيه البعض «العقد الجديد الأخضر» (GREEN NEW DEAL) لبناء أفضل أنظمة نقل عامة، وشبكات ذكية في العالم. عوضاً عن ذلك، جرّب بطريقة كارثيّة مدّ يده للجمهوريّين، وخفض حجم رزمة التحفيز، وصرف معظمها على الاقتطاعات الضريبية. صحيح أنّه صرف بعض هذه الأموال على المناخ، لكن في اتجاه تحسين الطرقات التي تروّج لثقافة السيارات عوضاً عن تخصيص مبلغ أكبر للنقل العام.
الفرصة الضائعة الثانية: صناعة السيّارات
يؤكد أصحاب المشاريع الخضراء أنّه بات اليوم من المستحيل الحصول على قرض أكثر من أيّ وقت مضى
الفرصة الضائعة الثالثة: إنقاذ المصارف
يجب أن نتذكّر أنّ أوباما وصل إلى منصبه وقتَ كانت المصارف الكبرى تركع، وقد تطلّب الأمر جهداً كبيراً كي لا يجري تأميمها. مرة أخرى، لو تجرّأ أوباما على استخدام السلطة التي أعطاه إيّاها التاريخ، لكان سيستطيع الضغط على المصارف لتوفير القروض للمصانع كي تصبح ملائمة للبيئة، وكي تؤسّس بنية تحتية صديقة للمناخ. عوضاً عن ذلك، أعلن أنّه ليس على الحكومة أن تقول للمصارف المنهارة كيف تؤدّي عملها. يؤكد أصحاب المشاريع الخضراء أنّه بات اليوم من المستحيل الحصول على قرض أكثر من أيّ وقت مضى.
تخيّل لو أنّ هذه المحركات الاقتصادية الكبيرة، المصارف، شركات السيارات، ورزمة التحفيز قد جرى تسخيرها لخدمة رؤية خضراء مشتركة. لو حصل ذلك، لأصبح الطلب لتوفير مشروع قانون عن الطاقة المكمّلة جزءاً من برنامج تغييري متناسق.
لو جرى تمرير مشروع القانون هذا، لكانت الولايات المتحدة أثناء انعقاد مؤتمر كوبنهاغن، في طريقها إلى خفض كبير للانبعاثات، ومستعدة لإلهام باقي دول العالم عوضاً عن تخييب أملها.
عدد قليل من الرؤساء الأميركيين بدّدوا فرصاً تأتي مرّة في العمر، كما فعل باراك أوباما. إنّه المسؤول عن فشل كوبنهاغن أكثر من أيّ شخص آخر.
* عن «ذا نايشن»:
مجلة أسبوعية أميركية يساريّة
(ترجمة ديما شريف)