الاستراتيجيّة الدفاعية لحماية الفلافل
لفت انتباهي حدث مهم هو فوز شركة إسرائيلية بجائزة في معرض مواد غذائية في ولاية نيوجرسي الأميركية عن إنتاجها أقراص الفلافل الموضبة في علب للتصدير، على أساس أن الفلافل هي وجبة إسرائيلية الصنع، مما دفع جمعية الصناعيين اللبنانيين الى إصدار بيان استنكار شديد اللهجة ومما جاء فيه «في خطوة للرد على قرصنة إسرائيل والادعاء أن هذه الأطباق هي من تراث إسرائيلي ستدرس جمعية الصناعيين اللبنانيين بالتعاون مع سفراء الدول العربية والمشرقية القيام بصنع أكبر قرص فلافل في العالم وتسجيله في موسوعة غينيس للأرقام القياسية».
الحمد للّه، الآن نستطيع أن ننام مرتاحي البال والضمير. ولكن بسبب حماستي الزائدة وغليان الدم في عروقي، الذي شعرت به بعد قراءتي البيان الآنف الذكر وتضامناً مع الفلافل لم أستطع أن أخلد للنوم، وجلست أفكر وأحدث نفسي بصوت عالٍ بالعامية اللبنانية: «إيه لا، تخنوها هودي الصهاينة شو الدنيا فلتاني، أخدو يافا ما حكيناش، أخدو حيفا ما قلناش، بيبحشوا أنفاق تحت المسجد الاقصى، قلنا مش مشكلي منرجع مندملهم، يدمّروا قبة الصخرة منرجع منعمرها، بس توصل معهم هودي الصهايني إنو يدقو بالفلافل!!! لا وألف لا هيدي الله ما بيقبلها».
وإذا بي وأنا بين الحلم واليقظة أسمع نبأً عاجلاً على إحدى الفضائيات العربية، وفيه ما يأتي: «قررت الامانة العامة لجامعة الدول العربية بناءً على طلب من جميع الدول العربية ( لأول مرة يحصل هذا الإجماع في تاريخ الجامعة) عقد اجتماع طارئ في هونولولو لاتخاذ الإجراءات المناسبة واستعمال كل الوسائل، بما فيها العسكرية، للدفاع عن شرف وعزة الفلافل»، انتهى البيان. عندها صرخت بأعلى بصوتي ولا تنسوا الطرطور يا إخوان «حتى ما يروح بين الإجرين» في هذه المعركة المصيرية.
وبعد انتهاء اجتماع القمة للزعماء العرب لم يعلن أي من القرارات التي اتخذها الزعماء حفاظاً على سرية الخطة الاستراتيجية التي وضعوها ووافقوا عليها بالإجماع، وأشدد على كلمة «إجماع» لأن العرب صبروا كثيراً على ظلم الدولة الصهيونية وتعدياتها ولكن هذه المرة ولعيون الفلافل لن يدعوا هذا الاعتداء الآثم يمر من دون عقاب.
علي خير الدين
(لندن)