ما عرفنا التعصّب
ردّ كاهن بلدة حقل العزيمة ـــــ الضنية الأب الدكتور جورج داوود على ما ورد في جريدة «الأخبار» في 24/9 /2009 بشأن افتتاح مكتب لحزب «القوات اللبنانية» في البلدة، فرأى أن البلدة «بكل فعالياتها الدينية والاجتماعية والسياسية جزء لا يتجزأ من النسيج الإنساني والاجتماعي للضنية، يعيشون هاجس هذه المنطقة عموماً وهواجس بلدتهم خصوصاً، وقد تربّى أبناء هذه البلدة على احترام الغير، ومدّ يد المساعدة للجار وابن المنطقة في أحلك الأيام وأقسى الظروف، ولم يميّزوا البتة بين إنسان يتجه بصلاته نحو المشرق، أو يشيح بوجهه إلى القبلة».
ورأى أن أبناء البلدة «ما عرفوا التعصّب يوماً، هم وجميع أبناء منطقة الضنية إخوة في السرّاء والضرّاء يتقاسمون اللقمة، ويسارعون معاً إلى شقّ الطرقات وإيصال مياه الشفة إلى البلدات المحرومة يوم تناسى المسؤولون هذه المنطقة أو نسوها».
ورأى أن «فتح مكتب لحزب ما في بلدة حقل العزيمة لا يغيّر من واقع شعب، ولا من أصالته، ولا من تاريخ ومسيرة ناس احترموا الآخرين فاحتُرموا من الآخرين»، متمنياً «الابتعاد عما يثير النعرات الدينية والمذهبية بين فئات الشعب اللبناني، ولا سيما في ما هو اجتماعي بامتياز».

■ ■ ■

مبعد من الإمارات

ما زلتُ، على الرغم من ظلمكم لي، أعتقد أنكم أهل حق، وأنا الذي رأيتكم قد نفضتم عن إداراتكم غبار الفساد المتفشّي في عالمنا العربي، وتعلّمنا كوافدين عرب، لأول مرة، احترام الدور في الطابور. كيف لي أن أغادر وطناً أصبح بمثابة وطن ثانٍ لي، لما يحويه من تنوّع وتعدّد في الجنسيات والأعراق والإثنيات والمذاهب والأديان، دونما تفريق أو تفضيل أو تقديم لأحدٍ على الآخر، وبانسجام وتناغم لم يسبق أن رأينا مثيلاً لهما.
لا عليكم، أنا أعلم أن قراراً كهذا لا يمكن أن يصدر عن بلد كالإمارات. لا شك عندي في أن هناك من يتربّص بكم شراً، فلم يجد سبيلاً لذلك أفضل من دفعكم إلى اتخاذ قرارات تعسّفية، والقيام بممارسات تضعكم في خانة الأنظمة المستبدّة والديكتاتورية، بغية تحويل الأنظار عن ممارساتهم التي لا تخفى على أحد منّا.
إن خير من يوصِّف حالتي الآن هو قولُ أبي الطيب المتنبّي يوم رماه سيف الدولة بالدواة فأدمى رأسه:
إن كان سرّكمُ ما قال حاسدنا
فما لجرح ٍ إذا أرضاكمُ ألمُ

وهب الحاج حسن