تحقيقات الفساد
تعليقاً على مقال السيد غسان سعود “وما أدراك ما العمارة” («الأخبار» 19/10/2009):
المدهش فعلاً أن هذه ليست المرة الأولى التي تُنشر فيها تحقيقات تبرز ـــــ “بالوقائع والأسماء” (مع التحفّظ لعدم القدرة على تبيّن مقدار الصدقية) ـــــ تخطّي الكثير من رجال السلطة والنفوذ للحدود ولحقوق المواطنين وللقوانين المعنيّين بحفظها (افتراضاً). ويبدو أن هذا المقال، كما الكثير من أنسبائه وأجداده، قادر على أن يمر مرور الكرام بين قرّاء اعتادوا نمطه، رغم ما يحمل هذا الواقع من إقرار ضمني أليم بالتعايش مع الفساد والتماهي معه ومع حضارة اليأس، وهنا بيت القصيد.
لا بد أن نلوم صحيفة «الأخبار» بدورها كمتماهٍ مع الفساد (ضمن المعادلة الموجودة) وكجزء منه إذا لم تعمد إلى: نشر تغطية دورية لمتابعة تطوّر هذه الملفات في القضاء، ضمن باب مخصّص لذلك، وتوسيع التحقيقات بما يكفل تحجيم الفساد.
أحمد حجازي

■ ■ ■

النشيد الوطني مقدّس

تعقيباً على خبر «حكومة فياض تتهم «الجزيرة» بتحريف النشيد» («الأخبار»، 19/10/2009):
النشيد الوطني كما العلم يحملان رمزية عالية لكل شعوب العالم، وخاصة لشعب في مرحلة التحرر الوطني كالشعب الفلسطيني، فالمساس بهما خط أحمر ولا يندرج في إطار حرية التعبير أو الانتقاد لسلطة ما أو رئيس ما، مع العلم بأني لا أرى أي انتقاد أو تطاول من وسائل الإعلام على أي رئيس أو سلطة إلا الفلسطيني منهم، لا أدري إن كان «الحيط الفلسطيني واطي» كما يقول المثل، أم أن ذلك يأتي في سياق حرب إعلامية مفتوحة على الفلسطينيين تشنّها قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام استكمالاً للحرب الإسرائيلية الأميركية على القضية الفلسطينية.
أن يصل الاستهزاء بالشعب الفلسطيني إلى درجة تشويه نشيده الوطني وتحريفه، فذلك تجاوز لكل أدبيات العمل الإعلامي وحرية التعبير.
السؤال الذي أودّ أن أوجهه إلى الإعلامي غسان بن جدو وقناة الجزيرة: هل يجرؤون على الاستهزاء بالنشيد الوطني لأي شعب آخر غير الفلسطيني، وعلى سبيل المثال النشيد الإسرائيلي؟
همام اللحام
(فلسطيني مقيم في الشارقة)