كفى تخويناً
عندما كتبت بعض الأقلام القليلة، واتّهمت مسرح وسينماتك القصبة بالتطبيع، على خلفية زيارة الفنانة العربية هند صبري إلى مهرجان القصبة السينمائي الدولي، لم نُعر ذلك اهتماماً كبيراً... ولكن عندما يتحول الاختلاف في الرأي إلى اتهامات تصل حد التخوين، فلا بد من التوضيح.
أوّلاً: يؤكّد مجلس إدارة القصبة والعاملون فيه الموقف الفلسطيني الحاسم والنهائي من التطبيع، باعتباره أمراً يجب مواجهته ورفضه، فنحن ضدّ كل فنان أو مثقف أو مبدع عربي يتوجّه إلى السفارات الإسرائيلية للحصول على تأشيرة دخول إلى فلسطين، لأننا نرغب في أن نفتح أبوابنا على مصاريعها لأشقائنا العرب من خلال السلطة الفلسطينية فقط... وإننا لا نرى في ذلك تطبيعاً بل فعلاً نضالياً وتضامنياً مع الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال.
ثانياً: كلنا يعلم أن العديد من المهرجانات الفنية والمؤسسات الثقافية والوطنية، قد استقبلت العشرات من المثقفين والرياضيين والفرق الفنية والمطربين والمبدعين العرب، ولم نجد صوتاً واحداً يرفض تلك الزيارات، التي لم تختلف عن زيارة الفنانة هند صبري قيد أنملة...
ثالثاً: إن الدكتور خليل نخلة، رئيس مجلس إدارة القصبة السابق، وعضو الهيئة الإدارية السابق لسنوات، استقال من عضوية مجلس إدارة القصبة لأسباب شخصية، كما جاء في كتاب استقالته، ولم يسبق أن طرح موضوع التطبيع في أي وقت كانْ في مجلس الإدارة، ولم يكن هناك ما يدعو إلى ذلك أصلاً، وكل جلسات مجلس الإدارة موثّقة ومحفوظة في ملفات مجلس الإدارة...
رابعاً: من الواضح أن هناك محاولات تستهدف إبقاء الشعب الفلسطيني خاضعاً للعزلة، التي يفرضها عليه الاحتلال لقطع تواصله مع محيطه العربي والإنساني، حتى لا يرى أشقاؤه وشعوب العالم ما الذي يحصل في فلسطين، وحجم معاناة أهلها جرّاء ممارساته الظالمة. وهناك مصلحة أكيدة للشعب الفلسطيني ولنضاله العادل في أن يحقّق أكبر قدر من كسر العزلة حوله، وجلب العالم كله إلى فلسطين ليكونوا شهوداً على جرائم الاحتلال. وهذه دعوة جديدة ومتكررة لكل أشقائنا من مثقفين وفنانين وسياسيين ومواطنين لزيارة فلسطين والتضامن مع أهلها. وإن سياسة التكفير والتخوين قد ألحقت ضرراً كبيراً بشعبنا وبقضاياه الوطنية العادلة. لذا لا أحد يحقّ له في أي موقع كان أن ينصّب نفسه وصيّاً على الشعب الفلسطيني غير ممثّليه الشرعيين. وفي الوقت نفسه نحيّي مواقف الأقلام الشريفة، ومجهودها الكريم، والإخوة العرب الأشقاء، الذين وقفوا معنا وما زالوا يناصرون قضيتنا العادلة.
مجلس إدارة «القصبة»