أزمة هوية الاقتصاد العربي
تعليقاً على مقال «سحر الحريريّة الباقي» الذي نشر أمس في «الأخبار»:
باختصار، بما أن نمط الإنتاج رأسمالي، فإن اليسار باق لا محالة! لكن بالرغم من إيماننا باليسار نظرياً، فإن الواقع العملي لليساريين العرب خاوٍ وذائب بتعاويذ التاتشرية والريغانية، فضلاً عن الماركسية؟ إنه عاجز عن أن يصنع ذاتاً تستطيع أن تنشئ أو تساعد أو تعيد بناء صيغة الحياة لشعب الشجر الأخضر (الإنسان)!. لقد استفاد اليمين من نقد اليسار، وأعاد صناعة نفسه وفق قواعد مباراة جديدة يضمن لنفسه فيها أقل الخسائر! بعكس يساريّينا المخضرمين الذين ضمنوا أعلى الخسائر مع فوائد مضاعفة! صيغة الحياة والشجر الأخضر هي الرهان لأي أمة تريد البقاء!
التفكر والتدبّر خيار اليسار لإدراك أن صيغة الحريرية ـــــ بالرغم من المآخذ عليها ـــــ هي صيغة تجر إلى الحياة وحماية المستضعفين في الأرض، لا فقط كهنوت السوق! على اليسار الحقيقي إما أن ينشئ ذاته الحرة العربية ويساعدنا على الكرامة والحرية وفق قوانين اجتماعية تعي أسئلتنا وتحدياتنا، أو فليترك للحريرية سحرها في أعين الناس، فهي خير من ضروب الأماني الثقال!
نجاح حسين

■ ■ ■

40 سنة من التيه

تعليقاً على موضوع «معمّر القذافي: قائد استعراضات خارج الزمن» الذي نشر في «الأخبار» في عدد الثلاثاء 1 أيلول 2009:
تحية للأخ الكاتب الشجاع والشريف، فهذه الحقيقة التي يجب أن تقال. لقد تحوّل القذافي إلى مرشد ومخبر للغرب فضلاً عن كونه خفيراً لهم على آبار النفط وحارس خطوط الإمدادات! إن الثورة الحقيقية، بحكم موضوعي وعلمي، هي نقلة حضارية سريعة من التخلف إلى التقدم ومن الفقر إلى مجتمع الكفاية والرفاهية، ومن الظلم إلى العدالة، ولكن الذي حدث في ليبيا بعد انقلاب القذافي هو العكس تماماً. فأحوال الشعب صارت من سيّئ إلى أسوأ، ولو كان مقياس الثورة بالنهضة العمرانية ومستوى الخدمات الصحية والتعليمية والرفاهية العامة لمعظم المواطنين فإن الثورة وقعت في الإمارات وقطر لا في ليبيا.. وإذا كان المعيار بحرية الصحافة وحرية التعبير، فإن الوضع من هذه الناحية في لبنان وموريتانيا والمغرب والكويت والأردن أفضل بكثير مما هو في ليبيا. فعن أية ثورة تتحدثون وبماذا تحتفلون؟ فالثورة قد مارست استبداداً وأفرزت فساداً وأي فساد! فضلاً عن «خيبة الأمل ركبت جمل»، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
سليم الرقعي