مجرّد ديكور
تعليقاً على موضوع «نساء الظلّ» الذي نشر في «الأخبار» بتاريخ 2 أيلول 2009:
بالأساس يُراد لهنّ أن يكنّ ديكوراً، حتى في عملهنّ الاجتماعي أو «الخيري». واجهة خلفيّة تُلمّع هذا السياسي أو ذاك. هذه هي عقلية الزعيم عندنا، وهو الذي يريد لأنصاره من الشعب أن يكونوا أيضاً ديكوراً له. وأصغر سياسي لدينا يرى في نفسه زعيماً عالمياً كما هو معلوم. وتلك المرأة وُجدت لخدمة هذه الزعامة.
عملهنّ خلف تلك الظلال الثقيلة، وبتلك الشروط، ألغاهنّ تماماً. لكن ماذا يعني ذلك، إذا كانت تلك الظلال ألغت الشعب أيضاً؟
جو غانم

■ ■ ■

رمضان شهر الفواتير والمدارس

تعليقاً على موضوع «الأسعار غير مستقرّة في شهر رمضان» الذي نشر في «الأخبار» بتاريخ 29 آب 2009:
والله العظيم إن الحق على الجماهير، وليس على من يقود سفينة الجماهير. لأنكم تعوّدتم الألم وتسكتون. لأنّ الإحساس بالألم لم يبلغ العمق بعد، ولو بلغ لانفجرتم بركاناً، وعلى ما يبدو أن جلودكم سميكة، فالكهرباء تنقطع وتسكتون، كأنّ القطع أصبح عادة وتأقلمتم والعتمة. ومع الهجرة تتوافقون، ومع البطالة تتمركزون فوق الكراسي بالمقاهي وتنقنقون. فما بالكم وقد بدأ شهر العجز أيلول، ويليه تشرين الأول حيث لا تستطيعون شراء القرطاسية والكتب. والكتاب المدرسي بذاته غير متوافق مع المناهج، فالكتب المدرسية مؤلفة لغايات. والأقساط تتحيرون في دفعها وتقسيطها، ومراويل المدارس مفروضة عليكم. وغداً يبدأ الشتاء وتأتيكم المؤونة والمازوت، حتى أصبحت أشك من أين تسددون ثمن هذا كله: إيجارات البناء وأقساط المدارس وكتبها، بالإضافة إلى سيارات المدارس والبنزين والأفواه الفاتحة فاها والبطون الصارخة الخاوية.
ورغم ذلك، أرى سيارات في الشوارع للمسؤولين، وهي ممّا يعجز سكّان بلد المنشأ عن ركوبها. أما سياراتكم فبانتظارها الركام. وممّا يزيد الطين بلّة أن العجز يتوّجه شهر رمضان المبارك حين تعتمر الولائم والناس يتوجّهون إلى تلبية الدعوات، تاركين من المأكولات ما يشبع جيشاً.
فالحق عليكم أيها المواطنون، وسدّد الله خطى مبتزّيكم لأنّهم أكثر وعياً منكم، ومن كانت هذه حاله من الغباء فلا ملامة للمستعمر ماضياً، ولا للحكام حاضراً. «نامي جياع الشعب نامي».
حسن فاخوري
(صور)