الإعلام والانتخابات
تعليقاً على الحلقة الثالثة من تحليل مركز بيروت للأبحاث والمعلومات، تحت عنوان الاستطلاعات والحملات الإعلامية، المنشور بجريدة الأخبار بتاريخ 09/09/2009:
لا شك في أن الإعلام أدى دوراً كبيراً في نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، وربما أدى الدور الأهم. فالموالاة في لبنان كان واضحاً أنها تستطيع أن تجرّ المعارضة وإعلامها بسذاجة لافتة إلى نقاط ضعفها. وإعلام المعارضة لم يستطع أن يجرّ الموالاة أو الرأي العام ككل إلى موضوع يُحرج الموالاة، وذكر الكاتب مثالاً الاقتصاد أو الديون.
فقبل الانتخابات النيابية بأسابيع، جرّت الموالاة المعارضة بسجال تناول أحداث 7 أيار وأوصلته إلى الذروة مع خطاب السيد حسن نصر الله عن اليوم المجيد الذي قضى فعلياً على أي أمل للمعارضة السنية والدرزية، ووضعها في إحراج شديد.
وبعده، نقلت الموالاة المعركة إلى الساحة المسيحية وبالعناوين التي تريدها (المثالثة، تقصير ولاية الرئيس، وولاية الفقيه) وتركت المعارضة في موقع دفاعي قبل أيام من الانتخابات تشرح للناس أنها لا تريد المثالثة ولا تريد تقليص ولاية الرئيس ونسيت كل شعاراتها وبرامجها وملفات الفساد والتوطين والحقوق. ولولا جهد استثنائي للتيار الوطني الحر، لحصلت الكارثة بالنسبة إلى المعارضة، وهي كادت أن تحصل إذا دقّقنا في النتائج التفصيلية في بعض الدوائر.
عنوان آخر لم يذكره الكاتب، هو تناقضات إعلام المعارضة (وخاصة المرئي). فبينما كان إعلام المعارضة الإسلامية يصوّر الموالاة أنها تابعة لأمريكا والغرب، كان إعلام المعارضة المسيحية يصورها، وخاصة تيار المستقبل، أنها تيار إسلامي متشدد يرفض الآخر.
وبينما كان إعلام الموالاة يركز على أشياء تهم المواطن كالاقتصاد والزراعة وحقوق المستهلك، كان إعلام المعارضة يركز صبح مساء على مؤامرات وتحليلات هوليوودية غير منطقية (قد يذكر بعض القراء أحد مرشحي المعارضة في البقاع وهو يجزم بأن من نتائج الحرب الروسية الجورجية، تفكك 14 آذار في لبنان، ومرشح آخر في بيروت ـــــ انسحب قبل يوم الاقتراع ـــــ أراد أن يُقنع الناس بأن سبب انسحاب نسيب لحود من انتخابات المتن هو تعثر المشروع الأمريكي الصهيوني في الشرق الأوسط...).
من المؤكد أن مواقف كهذه أثّرت على صدقية المعارضة.
علي القصار
(طالب في كلية الإعلام ــ بيروت)