غابت عن حزب اللّه أشياء
تعليقاً على مواضيع تناولت علاقة حزب اللّه بصلاح عز الدين:
هو حزب الله، الملتزم بالشريعة التزاما تاماً، والمؤمن بولاية الفقيه والتكليف الشرعي وحرمة الاستماع الى الأغاني (حتى عندما غنّت جوليا «أحبائي» وأهدتها الى أمينه العام). هو الذي يفصل بين الإناث والذكور في مدارسه، ويُلبس نساءه الشادور، ويكلّف جمهوره بالتصويت في الانتخابات وفق خيارات الحزب (حتى عندما خابت تلك الخيارات في الاتفاق الرباعي).
كيف فات الحزب إيداع المئات من مؤيّديه (ونوّابه وسياسيّيه) مدّخراتهم وأموالهم لدى رجل الأعمال صلاح عز الدين المقرب من الحزب (رغم نفي الحزب لذلك)، طمعاً بفائدة 40% على تلك الأموال؟ أليست الربا (الفائدة) من الذنوب الكبرى والمحرمات الواضحة شرعياً بدون أي بحث أو اجتهاد؟
لكن الحزب يجد دائماً مخرجاً شرعيّاً عندما تقتضي المصلحة ذلك. فنحن نعيش في ذلك المجتمع ونعرف السلوك المتّبع، ونرى كيف أصبح المجتمع الشيعي فئتين: فئة المنضوين تحت لواء الحزب التي أصبحت فوق الريح (أو بالحد الادنى ميسورة الحال) وفئة أخرى أحوالها المادية متواضعة أو على (أو تحت) خط الفقر.
طبعاً الناس يتحملون مسؤولية كبيرة أيضاً. فالطمع ضرّ ما نفع (اللهمّ لا شماتة). هم سلّموا أموالهم ثقةً بعلاقة الرجل بالحزب وكأنّه منزّه عن الخطأ (مبدأ ولاية الفقيه الأدرى بمصلحة المجتمع؟) ففاتهم أن المال الذي يأتي من الهواء يذهب في الهواء.
نقدي ليس موجّهاً ضد حزب الله. فأنا من مؤيّدي هذا الحزب تأييداً سياسياً تامّاً. ولكنه نقد للسلوك الاجتماعي للحزب. فالدين انفتاح وحوار وتسامح وتقبّل للآخر (أطال الله عمر العلامة السيد محمد حسين فضل الله)، وإعطاء الناس حرية التفكير والاختيار والتصرّف، والابتعاد عن التشبّث بالرأي والتكبّر.
فليتشودروا ما أرادوا. ولينقطعوا عما يظنّونه محارم من أغان وفنون ورقص واختلاط بين الجنسين. وليفتوا ويشرعنوا ما أرادوا. لكنهم غرقوا في التفاصيل وغابت عنهم أصول الدين. فيا من يدّعي في الدين معرفة، عرفت شيئاً وغابت (أو اخترت أن تغيب) عنك أشياء.
وائل قبيسي

■ ■ ■

نفي

تعليقاً على ما نشر في «الأخبار» بتاريخ 14/9/2009:
ينفي محمد حسين بزي، المدير العام لدار الأمير للنشر، أن يكون هو الشخص المعني بادّعاء النائب العام المالي في قضية صلاح عز الدين.
محمد حسين بزي