خالد صاغيةيبدو أنّ تأليف الحكومة اللبنانية بات مزعجاً للكثيرين داخل لبنان وخارجه.
1- الرئيس المكلّف سعد الحريري منزعج. فهو يريد أن يبدأ عهده بحكومة وحدة وطنية، لكنّه لا يستطيع تقديم تنازلات كبيرة.
2- بعض الأحزاب والأفراد المستقلّين داخل 14 آذار منزعجون. فهم يرون أن زيارة الحريري لدمشق خيانة لمبادئ «ثورة الأرز». تلك الزيارة التي تسهّل مهمّة الحريري في المرحلة المقبلة.
3- النائب وليد جنبلاط منزعج. لقد طالت مفاوضات تأليف الحكومة، من دون الأخذ بعين الاعتبار التحوّلات الدوليّة التي ينبغي قراءتها لإعادة التموضع السياسي.
4- المعارضة برمّتها منزعجة. فهي لا تريد أن تشارك من دون ما تسمّيه «الثلث الضامن». وكانت قد أعلنت ذلك صراحةً حتّى قبل إعلان نتائج الانتخابات.
5- النائب ميشال عون منزعج خصوصاً. فالمستقبل ماضٍ في محاولات تهميشه.
6- رئيس الجمهورية ميشال سليمان منزعج. يراقب كلّ يوم بورصة حصّته تخفّ ثمّ تزيد، كأنّه ليس رأس الدولة. وكأنّ عليه أن يقتات بفتات الآخرين.
7- سوريا منزعجة. وصلت مفاوضاتها مع السعودية إلى مراحل متقدّمة، ثمّ صار التخلّي عن الاقتراحات التي وضعت على الطاولة.
8- السعوديّة منزعجة. دخلت في مفاوضات مع سوريا، ثمّ رفض حلفاؤها مقترحاتها، أي من تخوض المفاوضات باسمهم.
9- مصر والولايات المتّحدة منزعجتان. لم تستشرهما السعودية كفايةً، وذهبت في محادثاتها مع سوريا أبعد ممّا يجب.
10- السياديّون منزعجون. يريدون للحكومة أن تتألّف في لبنان، ولا دخل للعالم بما يجري عندنا.
إزاء كلّ هذه الانزعاجات، من الأجدى، ربّما، التفكير في صرف النظر عن تأليف الحكومة. هكذا، تتخلّص كلّ هذه القوى ممّا يزعجها. أمّا بالنسبة إلى الجماهير اللبنانية، فلا شيء سيتغيّر. البنزين هو البنزين. الدَّيْن هو الدَّيْن. والطوائف هي الطوائف. أصلاً، ممَّ يشكو فؤاد السنيورة؟