بين منتظري وإشراقي وصبحي الطفيليليست الأسطر الآتية مخصصة لمناقشة كل ما أوردته الكاتبة نهلة الشهال في مقالتها المنشورة في العدد 851 من «الأخبار»، بل هي لا تعدو كونها محاولة لتوضيح قضيتين طرحتهما الشهال، وهما قدرة آية الله حسين المنتظري على التأثير في الواقع الإيراني، و»الشرعية» التي رأت أن حفيدة الإمام روح الله الخميني، زهرة إشراقي، تعبّر عنها في إيران اليوم.
في الأولى، من المستغرب أن تبدأ الشهال مقالتها بخطأ في تسمية آية الله العظمى الشيخ حسين علي المنتظري. والأكثر مدعاة للاستغراب هو قولها إن تدخله في الصراع الدائر في إيران منذ إعلان نتائج الانتخابات، بإعلان الحداد والإفتاء بحرمة «مقاومة مطلب الشعب»، سيدفع من بيدهم السلطة في إيران لإعادة النظر في توصيفهم لما يجري في بلادهم. ويكمن منبع الاستغراب في أن أحداث السنوات الماضية أظهرت أن قدرة المنتظري على التأثير في الجهورية الإسلامية أو في جمهور الشيعة في العالم، يكاد لا يزيد على النفوذ الذي يملكه الشيخ صبحي الطفيلي في حزب الله.
وبعيداً عن المنتظري، فقد حسمت الكاتبة أن ما سمته «ظاهرة زهرة إشراقي» هي ما «يعبّر عن إيران اليوم». ثم ما لبثت الشهال أن أسبغت على إشراقي شرعية تفوق ما هو متوافر في مجلسي صيانة الدستور والخبراء (يبدو أنها تقصد الشرعية الشعبية والـ«ثورية»)، بوصفها حفيدة الإمام روح الله الخميني ورئيسة «جمعية حماية المرأة». وبدت الشهال كمن يقول إن جماعة «المجتمع المدني» هي التي تعبر عن لبنان اليوم.
جهاد العلي

■ ■ ■

رسائل ومغالطات
على الرغم من إيماننا الشديد بحرية الرأي والتعبير، وترحيبنا بالمبدأ الجديد القائل بـ«ديموقراطية الإعلام» فإن وسائل الإعلام الرصينة عليها القيام بالحد الأدنى من الجهد في تقصي الحقائق وإخضاع ما تنشره لهذا الحد من الفحص.
إن ما ورد في إحدى الرسائل القصيرة والمنشورة في جريدتكم، فضلاً عن أنه غير صحيح، فهو يقارب حدود انعدام المنطق تماماً لجهة الإفراط في الدعاية الأيديولوجية الفارغة الساذجة. أيعقل أن تنشر جريدة كجريدتكم مقالاً يقول «منطقياً قد يكون هناك اختلاف على بعض المعايير، لا على الولاية ككل»؟؟.. رغم حق الكاتب تماماً بأن يذهب إلى حد القول إن ولاية الفقيه مبدأ عظيم منحنا الحياة والفخر والعظمة الحضارة... فليس من حقه أن يقول إن كل المراجع وافقوا «عليها ككل»، إن ما وقع سقطة لجريدتكم نأمل منكم تصحيحها. الرأي يختلف عليه، وللكل أن يقول ما يشاء وأن يحاول بيع أفكاره للآخرين، أما الواقع العلمي الممكن قياسه فلا!
أ. ح.