استقِل يا عميد!تعقيباً على التقرير المنشور أمس: «آلو بيروت؟ صلني بالدفاع المدني في صور»:
عوّدنا العميد درويش حبيقة على إيجاد الأعذار لكل الحوادث ولكل الإهمال والاستهتار المتفشي في مؤسسة الدفاع المدني التي أصبحت سبباً لأذية الناس بدل إنقاذهم، ونحن ما زلنا نحترم المبادئ والأهداف التي أسست لأجلها هذه المؤسسة ونحترم العناصر الجادة فيها.
ونحن أصبحنا لا نستغرب كلام العميد عن مركزية الاتصال بالرقم 125 بغرفة عمليات بيروت الذي يهدف بحسب قوله «إلى إجراء إحصاء شامل ودقيق لكل الحوادث والمهمات التي يقوم بها الجهاز في لبنان»، وكأن هذه المؤسسة لم يعد همها إنقاذ أرواح الناس بل إحصاء القتلى والحوادث وتسجيل بطولات ومهمات وهمية للعميد حبيقة فقط من أجل المحافظة على موقعه كمدير عام. فمن ناحية يتباهى العميد الطيار ويطالعنا كل يوم تحت عنوان «مهمات الدفاع المدني» بمهماته التي تصل في بعض الأحيان إلى 400 مهمة في اليوم الواحد بين إطفاء حرائق وإنقاذ وكأن لبنان بلد كوارث. وعند مواجهته بالحقائق، يجد المبررات كالعادة بأنّه لا يملك معدّات حديثة ومتطوّعين وخبرات! فماذا يفعل على رأس هذه المؤسسة منذ سنوات كثيرة؟ ثم يبرر سبب التأخر بزحمة السير وبعد المسافة، فمثلاً في هذه الحادثة التي سأذكرها هل هناك أقرب من هذه المسافة لإنقاذ روح:
26/7/2005 منطقة المريجة ــــ مفرق الكنيسة، حسن نايف شمص (29سنة) قضى تحت إطارات شاحنة إطفاء الدفاع المدني بعدما سمح العميد حبيقة ورئيس مركز منطقة المريجة بتوقيعهما الأسود المخالف لجميع الأنظمة والقوانين، التي أدت إلى حوادث كثيرة وخسارات مؤلمة، منها هذه الفاجعة الإنسانية، إذ سمحوا لمتطوع متهور تحت السن القانونية بقيادة تلك الشاحنة وهو لا يملك حتى إجازة سوق خاصة. سلك طريقاً ممنوعاً مرور الشاحنات فيه بحسب إشارة تشير إلى ذلك لضيق الطريق، من دون أي أمر مهمة أو حالة طارئة. لم يمتثل لصراخ المارة الذين حاولوا تنبيهه ليتوقف بعدما صرخ حسن وحاول أن ينقذ نفسه، إلا أن السائق لم يمتثل إلا بعدما صبغ شاحنته وإطاراتها بدماء حسن. ثم ترك في مكانه ينزف لأكثر من ثلاث ساعات من دون مسعف أو منقذ، وكان همّ العميد حبيقة ورجاله نقل الشاحنة من مكانها وإخفاء عناصر الجريمة وتغييرها قبل وصول الخبراء.
لذلك، ليست المسافة ولا زحمة السير ولا الخط الساخن السبب لكل هذا الإهمال والاستهتار بأرواح الناس وممتلكاتهم. إن السبب الحقيقي هو الفساد واللامسؤولية.
فاستقِل أيها العميد واترك هذه المؤسسة التي من المفترض أنها تعنى بحياة الناس وإنقاذهم ولا تسبب موتهم.
حسين شمص
(شقيق المغدور حسن شمص)