سعدي يوسف يكاد الكلام الفارغ عن الاتفاقية أو المعاهدة، يملأُ، بنتانةٍ مضافةٍ، الجوَّ السياسيّ العراقيّ، المنتن أساساً، بصحفه المأجورة، وفضائياته المبقورة، وألْسِـنةِ ناطقيه المقطوعة من أصلِها.
ويبدو لي أن هذه الثرثرة الفارغة، المتناقضة شكلياً، تهدفُ إلى نشر سحابةٍ مسمومةٍ تخدِّرُ الناسَ، إلى حين تمريرِ أوراقِ العبوديّة الأبديّة.
ــ جدولة أَمْ لا جدولة. ــ سقفٌ زمنيّ أم لا سقف. ــ قواعد أم لا قواعد. ــ اعتقالُ العراقييّن أم لا اعتقال. ــ حصانة جنودِ احتلالٍ أم لا حصانة... إلى آخر قائمة الاستغفال الكبرى.
ولسوف يضاف أمرٌ «جديد» هو مجلس النواب (نوّاب بريمر): هل سيصادقُ على أوراقِ العبودية؟
من شبه المؤكّد أنّ أناساً كثيرين يتمنَّونَ، سرّاً، رفضَ الأوراق.
السؤال: مَن سيرفضها؟ مُلّاياتُ بريمر وعواهرُهُ، ومتديِّنو بريمَر وأفنديّوهُ، مالئو كراسي المجلس، سيصادقون حتى بالحوافر على أوراقِ العبودية.
مُلّاياتُ بريمَر وعواهرُه، ومتديِّنو بريمَر وأفنديّوه، سيهتفون بألف «نعَم» لاسترقاقِ البلد وأهله.
لا مكانَ للأوهام هنا.
لا مساحة، حتى لو كانت شبراً في شِبْرٍ، للمناوَرة. سوف تتِمُّ المصادقة. بل لقد تمّتْ، واقعاً، ضمن المعادلة السياسية القائمة.
لكنّ الاستعمار زائلٌ حتى لو طالَ أمَدُه. غير أن هذا الأمد لن يطول إلى يومٍ ينجو فيه الخونةُ من الحساب!