أنطونيو غيريرو رودريغيز *تزداد آليات التواصل بين الكوبيين الخمسة المعتقلين ظلماً في سجون الولايات المتحدة الأميركية وأصدقائهم من اللبنانيين والكوبيين المقيمين في لبنان.
إن المعتقلين الكوبيين الخمسة يقبعون في سجون مختلفة بسبب محاولاتهم الكشف عن الأعمال الإرهابية ضدّ كوبا، والتي تخطّط لها منظمات معادية للثورة الكوبية ومقرها في ميامي. أمّا سير محاكماتهم فما كان إلاّ دليلاً على ازدواجية المعايير لدى الإدارة الأميركية في ما يسمى «مكافحتها للإرهاب».
مع العلم أن الحكومة الأميركية لم تتمّكن بعد من تقديم الأدلة التي من شأنها تثبيت الأحكام الجائرة التي مثّلت بالإضافة الى الإجراءات المفرطة في القساوة التي فرضت عليهم وعلى سير المحاكمة بالذات، انتهاكات كبيرة للدستور الأميركي بالذات.
يتبادل المعتقلون الكوبيون الخمسة الرسائل مع عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار في خطوة تضامنية لافتة تعكس وحدة النضال العالمي في وجهة معسكر الهيمنة الإمبريالية.
في هذه الرسالة يسلّط الأسير أنطونيو غيريرو الضوء على حالة الركود الاقتصادي التي تواجه الولايات المتحدة إضافة إلى رأيه في التدخل الأميركي المجرم في العراق.
ليس لدى أنطونيو إمكان الوصول إلى مصادر للمعلومات في شأن الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة أو في شأن التدخل الأميركي. إلاّ أنه يتلقّى في بعض الأحيان قصاصات من الصحف والمجلات من الأصدقاء المتضامنين معه من مختلف البلدان، ومن خلالها يدوّن بعضاً من أفكاره وتحليلاته.
وفيما يلي نص الرسالة المكتوبة:
إنّ الاجتياح والاحتلال غير المبرّرين للعراق من جانب الولايات المتحدة الأميركية قد بلغ عامه الخامس. ولعل أحد الكتب الهامة التي صدرت عن هذه المسألة، كان من تأليف حامل جائزة نوبل للاقتصاد جوزف ستغليتز، والخبيرة الاقتصادية في جامعة هارفرد ليندا بيلنيز. والكتاب هو بعنوان «التكلفة الحقيقية لنزاع العراق: ثلاثة بلايين دولار أميركي».
فقد صّرح الرئيس بوش أخيراً في أحد البرامج التلفزيونية بأنه لا يوافق على القول بأن اقتصاد بلاده يتضّرر بسبب الحرب على العراق. وفي معرض إجابته عن أحد الأسئلة قال: «أعتقد أن الاقتصاد يمر بحال من التراجع لأننا بنينا منازل أكثر من اللازم». يا له من استنتاج «عميق»!
آمل أن يدرك أن 4، 17 مليون من المساكن في بلاده تظل شاغرة سنوياً، بينما 5، 3 ملايين من المواطنين يعيشون لسبب أو لآخر في الشوارع، وفي أحسن الأحوال يقطنون في المساكن المشتركة، ونصفهم لم يبلغ سن الرشد.
إلاّ أن أزمة هذه البلاد الأغنى في العالم، والناتجة من عمليات الرهن، ليست في صلب القضية التي أودّ الإشارة إليها من خلال هذه الأسطر، بل قضية اجتياحها واحتلالها لأحد بلدان العالم الثالث، العراق، وهو بالصدفة أو «لسوء الحظ» غني بالبترول.
لقد وصلتني من أحد الأصدقاء، وهو يراسلني من بريطانيا، قصائص من بعض الصحف والمجلات، بالإضافة إلى كتاباته عن تاريخ بلاده.
وسؤالي هو: ما هي التكلفة الحقيقية لهذه الحرب الإجرامية على الشعب العراقي؟
وهل سيكتب أحدهم يوماً ما حقيقة هذا الاجتياح وهذا الاحتلال غير المبرّرين؟
من البديهي أن نستنتج أن تكلفة هذا «الصراع» الذي لا ندري متى وكيف سينتهي بالنسبة إلى الشعب العراقي، قد أصبح من غير الممكن إحصاؤه، أو احتسابه أو تقديره.
لدينا أمل كبير أن تتبدّل الأشياء بعد الانتخابات القادمة في تشرين الثاني، وأن يوضع حدّ للحرب وللاحتلال ليعود السلام إلى العراق.
بعض الإحصاءات: (ولو أنها تحمل بعض التساؤلات، إلاّ أنها تبقى، مع ذلك، على قدر من الأهمية).
ــــ مقتل 693، 87 منهم 272، 80 من المدنيين عن طريق العنف.
ــــ 000، 655 حالة من القتل المفرط (أي غير المتوّقع في نزاع كهذا).
ــــ 50 في المئة من العراقيين الذين سئلوا، قالوا إنهم اختبروا أو شهدوا حالات قتل أو اغتيال أو خطف.
ــــ أكثر من أربعة ملايين من العراقيين قد غادروا العراق أو هجّروا إلى أماكن أخرى بعيداً عن ديارهم.
ــــ كان عدد الأطباء في العراق قبل الاجتياح 000، 34 طبيب، بينما يوجد حالياً نصفهم فقط.
ــــ النسبة المئوية للعراقيين الذين يعارضون الاحتلال: 79 في المئة.
كأنّ الولايات المتحدة الأميركية، المتخمة في عدد المساكن المبنية لديها، تتّجه بعد انتهاء حربها غير المبرّرة، إلى بناء الكثير من المساكن في أرض العراق المستباحة من جانبها.

* أسير كوبي في السجون الأميركيّة