هشام البستانيفي تلك اللحظة التاريخية، خرج منظّران اثنان للتعبير عن الدعاية الرأسمالية لتلك المرحلة:
أوّلهما هو فرانسيس فوكوياما الذي تحدث عن «نهاية التاريخ»، أي الانتصار النهائي للرأسمالية واستتبابها كنظام اجتماعي/ اقتصادي شمولي وأوحد للبشرية، منهية بذلك الصراعات، ويستقر المجتمع البشري إلى ما لانهاية بصيغة ما بعد الحرب الباردة. فوكوياما، وعبر هذه الأطروحة، حسم محصّلة قانون وحدة وصراع الأضداد الماركسي في فهم حركة التاريخ والمجتمعات باتجاه انتصار الرأسمالية في مرحلتها «المعولمة» انتصاراً نهائياً. ولذلك ينظر فوكوياما إلى أن الليبرالية الرأسمالية هي الوحيدة القادرة على إنهاء الصراعات وتحقيق السعادة للبشرية. وسنعود لاحقاً إلى نقاش أطروحة فوكوياما هذه التي تخلّى هو نفسه عنها أخيراً، في المناسبة.
المنظّر الثاني هو صاموئيل هنتنغتون، صاحب عبارة «صراع الحضارات»، الذي (عكس فوكوياما) لم ير نهاية للتاريخ في انتصار الرأسمالية على المعسكر الاشتراكي، بل على العكس، وجد فيه بداية أو تبلوراً لصراع آخر: صراع «الحضارة» اليهو/ مسيحية (اليهودية المسيحية) في مواجهة «الحضارات» الشرقية: الإسلام والبوذية وغيرها. بالنسبة إلى هنتغتون إذاً، ما زال تاريخ الصراع مفتوحاً، وما زالت الرأسمالية «متوترة» ولم تنجز استقرارها الكامل.
من الواضح أن المفهومين متناقضان: ففوكوياما عبّر عن إيديولوجيا ليبرالية مثالية وميتافيزيقية، واستلهم نموذج دولة «القيم والمؤسسات، الديموقراطية، الحريات الفردية، حكم القانون، والازدهار المؤسس على الحرية الاقتصادية»، و«دولة الرفاه الاجتماعي» الرأسمالية، (حيث وفّرت الدولة ضماناً اجتماعياً وتأميناً صحياً وتعليماً مجانياً لمواطنيها، إضافة إلى ضمانات عمالية جيدة) على أساس أنّ هذا هو النموذج الذي سيستمر مقدّماً الرفاه والسعادة للبشر. نسي فوكوياما (أو ربما لم تسعفه مثاليته) أنّ رأس المال هدفه الأول هو تعظيم أرباحه، بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى. ولم تكن دولة الرفاه الاجتماعي التي أنجزها سوى ثمن اضطرت الرأسمالية إلى دفعه درءاً «للخطر الشيوعي» الذي كان يعد بمساواة وتوزيع عادل للثروة بين جميع الناس. ولذلك، كان لا بد للرأسمالية من أن تدفع جزءاً قليلاً من أرباحها للوقوف في وجه النموذج الأكثر عدالة منها. في جانب هام، كانت دولة الرفاه الاجتماعي أقل كلفة بكثير من مواجهة ثورات عمالية داخل الدول الرأسمالية نفسها.
وبحسب قانون العلّة والمعلول الشهير، فما إن تنتفي العلة (وهي هنا المنظومة الاشتراكية) حتى تتخلى الرأسمالية عن تمويل دولة الرفاه، بل تتخلى حتى عن دولة القانون، ونشهد تحوّلها الإيديولوجي المتسارع من الليبرالية إلى النيوليبرالية، وهو التحوّل الموضوعي الذي فشل فوكوياما في استقرائه، فسحبت الرأسمالية مساهماتها في السياق الاجتماعي: عدّلت برامج الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي بما يقلّل بشكل كبير مكتسبات الناس في الدول الصناعية، إضافة إلى سحب حقوق العمال (قانون العمل المقترح في فرنسا قبل سنة مثلاً، الذي أثار تظاهرات كبرى هناك)، والتخلّي عن مجانيّة التعليم (الصراع الكبير الدائر حالياً في اليونان بين الحكومة والمعارضة بشأن إدخال تعديلات دستورية تسمح بإنشاء جامعات خاصة)، إضافة إلى ابتزاز عمال الدول الصناعية بعمال العالم الثالث (الاستغلال المزدوج وألعوبة الرأسمالية لوضع العمال في مواجهة بعضهم بعضاً بدلاً من مواجهتها). وأخيراً، كان لا بد للقطب الأوحد الباقي (الإمبريالية الأميركية) من الخروج لغزو العالم ونهب ثرواته وبسط الهيمنة عليه بشكل واضح ومباشر: من جهة لضبط القوى الاقتصادية الأخرى الصاعدة (أوروبا، الصين، اليابان) ومحاولة إبقائها تحت العباءة الأميركية، ومن جهة ثانية للقضاء على أية مشاريع مناقضة أو أية أشكال مسلّحة مقاومة ضدها.
هذا يجيب على السؤال عن السبب الذي أوصل العالم «المتحضّر» إلى هذه المرحلة: هو لم يصل «إلى هذه المرحلة»، بل إن هذه المرحلة كامنة في البنية العضوية للرأسمالية، وتنتظر فقط الظرف الموضوعي الملائم لتتجلى.
هكذا أصبح فوكوياما خارج السياق: فلا التاريخ انتهى، ولا الصراعات، ولا استتب الأمر للرأسمالية، لا بإيديولوجيتها الليبرالية ولا النيوليبرالية، فصار لزاماً عليه أن يعلن فشل قراءته، ومعارضته لمشروع المحافظين الجدد (النيوليبراليين)، وهو ما فعله أخيراً.
هنتنغتون في جانب منه أكثر مادية من فوكوياما، فهو يعي أن التاريخ والصراعات داخله ما زالت مفتوحة، ولكنه كفوكوياما: ميتافيزيقي، ويطرح خطاباً مضلّلاً من حيث تعريفه لأسّ الصراع على أنه «حضاري».
إيديولوجيا هنتنغتون (إيديولوجيا صراع الحضارات) هي إيديولوجيا تضليلية وتبريرية في آن، تحمل جوانب دقيقة وصحيحة (استمرارية التاريخ والصراع وعدم تحقيق الانتصار النهائي للرأسمالية)، ولكنها تشكّل الأرضية المثالية الدعائية للنيوليبرالية في الداخل والخارج، من حيث إن عدوان الإمبريالية على الآخرين هو ضروري ومبرّر للحفاظ بالمعنى الوجودي على «الحضارة اليهو/ مسيحية» في وجه الآخرين من «الهمج». كما تشكّل الأرضية لتزوير الصراع عند المستهدفين من شعوب العالم الثالث من صراع على موارد وبشر وجغرافيا سياسية (صراع مادي) إلى صراع على أديان وحضارات (صراع ميتافيزيقي).
وسأفصّل في ما يلي التضليل الذي يطرحه هنتنغتون:
فهو موجّه إلى الداخل لإقناع شعوب الدول الرأسمالية، الغربية تحديداً، بأن هناك خطراً ماحقاً يتهدّدهم، وأنه لا بد من الخروج لسحق هذا التهديد في مكانه قبل انتقاله إليهم، وأنّ هذا الخطر لا يطال جزئيات متفرقة، بل هو شامل لكل مكوّنات الحياة كما يعرفونها (خطر ضد «الحضارة» نفسها). لذلك، فالمعركة معه معركة حياة أو موت. هكذا تتم إعادة إنتاج «إمبراطورية الشر» (الاسم المبتكر للاتحاد السوفياتي في حينه) بشكل جديد، أكثر تجريداً هذه المرة، وأكثر صعوبة في التحديد. إنه العدو المثالي للنيوليبرالية: شبحي، ولا يمكن إمساكه حقاً، وقابل للتشكيل وإعادة التشكيل كل مرة.
كما لا يجب أن يخفى علينا المحتوى العنصري في خطاب هنتنغتون حين يضع الأوروبيين والأميركيين «المتحضّرين» من الجنس الأبيض، في مواجهة الملوّنين «الهمج» من العرب والأفارقة وشعوب الصين وجنوب شرق آسيا (من المسلمين والبوذيين وغيرهم). والخطاب العنصري هذا قادم من الماضي الكولونيالي للرأسمالية، ومن مراحل أبعد في التاريخ (نتذكر ديموقراطيات الإغريق العنصرية التي يعدّها هنتنغتون وفوكوياما دليلاً على ديموقراطية المجتمعات الغربية)، وما زال هذا الخطاب حاضراً ومؤثراً بقوة في لاوعي (وحتى وعي) المواطن الأوروبي/ الأميركي. فمثلاً: دعمت الحركات التقدمية الأوروبية بقوة التظاهرات الفرنسية من أجل إلغاء قانون العمل المجحف الذي قدمته الحكومة قبل سنة، في حين إنها لم تنبس ببنت شفة إزاء حوادث الضواحي في فرنسا نفسها قبل مدة قليلة من موضوع قانون العمل. السبب؟ لأن تظاهرات قانون العمل كانت بيضاء، فيما كانت حوادث الضواحي ملوّنة. وهو تحليل يشاركني فيه العديد من التقدميين
الأوروبيين.
أما الاستهلاك الخارجي، فيتمثّل في تضليل الشعوب المعتدى عليها من حيث فهم طبيعة الصراع الذي نواجهه، ودعم ترويج خطاب ميتافيزيقي متطابق مع الدعاية الإمبريالية. فتصبح محاولات الهيمنة على البشر والموارد لاستغلالهم في البنية الرأسمالية للإمبريالية حروباً «صليبية» ذات طابع ديني (أي حضاري، حيث لا يمكن الفصل بين الديني والحضاري في العقل العربي وفي خطاب هنتنغتون على حد سواء)، ويصبح العدوان من أجل السيطرة على احتياطيات النفط وتوفير الأسواق والعمال العبيد حرباً على الإسلام، حرباً على «الحضارة»، حرباً دينية. ويخرج هنتنغتون نهاية عام 2001، وبعد حوادث 11 سبتمبر، بمقال في مجلة نيوزويك الأميركية ذي عنوان صارخ: «The Age of Muslim Wars ــــ عصر الحروب الإسلامية»، فيما يكتب فوكوياما، وفي العدد نفسه (صدفة؟!) تعبيراً أكثر وضوحاً: «Today’s New Fascists ــــ فاشيو المرحلة الحالية الجدد»، وهي عبارة وجدت طريقها إلى جورج بوش نفسه عام 2006. (راجع مجلة نيوزويك، ديسمبر 2001 ــــ فبراير 2002، الإصدار الخاص بمؤتمر دافوس).
المأساة هي أننا كشعوب مضطهدة، انطلت علينا هذه الألعوبة، ووصلنا إلى تبنّي المنظومة الدعائية نفسها التي تروّج لها النيوليبرالية، وصرنا نقول إن هناك حرباً على الإسلام والمسلمين، تماماً كما يقول هنتنغتون، وأصبحت تيارات الإسلام السياسي شريكة في ترويج هذه الأطروحة، لأنها تجذب إليها الجماهير، أو على الأقل تضمن تعاطفاً جماهيرياً كبيراً. وأصبحت كلمات بوش الابن عن «حروبه الصليبية» في العراق واتصاله المستمر مع الله هي الأكثر التصاقاً بالذاكرة. أما نهب النفط العراقي واستحواذ الشركات الأميركية مثل «بكتل» على مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي على شكل عقود لإنشاء بنى تحتية تخدم الاحتلال، وممارسات مثل الحماية الحديدية التي قدمتها الولايات المتحدة لوزارة النفط العراقية، فيما تركت باقي البلد بوزاراته وجامعاته ومتاحفه عرضة للنهب المنظّم، كل ذلك يصبح لا معنى له في ظل حرب بوش على الإسلام!!
من البسيط جداً إثبات أن نيوليبراليي الولايات المتحدة لم يأتوا للتبشير بالمسيحية الصهيونية في المنطقة العربية، كما لم يأتوا للتبشير بالحداثة التي يضعها كلّ من هنتنغتون وفوكوياما نقيضاً للإسلام والمسلمين. لم تلحق بالجيوش الجرارة التي أرسلها الأميركان أرتال البعثات الدينية وكتائب ترويج الحداثة والديموقراطية، بل لحقهم رجال «البزنس» من كبرى الشركات الأميركية، بينما قاموا على الأرض بأكبر الفظائع التي تثبت كذب دعايتهم من القتل والدمار والتعذيب والاغتصاب (كذبة الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان) إلى تمكين ودعم الطائفية والمذهبية والإثنية (كذبة الحداثة).
تزوير الصراع، وتضليل المضطهدين بجعلهم يتبنّون دعاية النيوليبراليين على أنها استراتيجيتهم الحقيقية، سيؤدي إلى أن يقوم المقاومون باجتراح آليات مقاومة غير قادرة على تحقيق النصر في مواجهة العدوان، لأنهم من جانب يحاربون وهماً أو شبحاً دعائياً، مبتعدين عن الأسس الموضوعية للصراع، إضافة إلى أنهم سيسهمون في تمكين الإمبريالية ودعايتها من خلال تبنّيهم لها بالمقلوب (الضدان يوجدان معاً في وحدة موضوعية وصراع وهمي).
الإسلام ليس هدفاً بحد ذاته. الهدف هو الموارد والأسواق والثروات، ومهما كانت العقبة أمام الاستحواذ على هذه الأمور، فهي تتحول إلى هدف من منظور الإمبريالية. فالحزب الشيوعي الفليبيني والقوات المسلحة الثورية الكولومبية وكوبا وفنزويلا وبوليفيا ليست مسلمة أو إسلامية، ولكنها أيضاً مستهدفة من الإمبريالية لأنها عقبة في طريق تحقيق الهيمنة على الموارد والأسواق والثروات. لكن «المعالجات» الإمبريالية لكل عقبة تحكمها عدة أسس، يأتي على رأسها حجم الثروات والجغرافيا السياسية التي تحتويها، وقوة المقاومة وحجمها. فاحتياطيات النفط والغاز الموجودة في المشرق العربي وآسيا الوسطى، ووجود مراكز محتملة لمشاريع غير خاضعة للإمبريالية (مصر عبد الناصر، عراق صدام حسين، إيران)، جعلها «قوس الأزمات» المفضّل (بحسب تعبير بريجنسكي) ومنطقة العمليات الرئيسية. وكون أغلبية قاطني هذه المنطقة من المسلمين، لا يعني أن حرب النهب والاستغلال هي حرب على الإسلام ــــ أي حرب دينية.
مسألة أخرى: إن قارة بكاملها هي أفريقيا، تنهب ثرواتها من الذهب والماس والنفط وغيرها، ويذبح أبناؤها يومياً بمئات الآلاف بواسطة الحروب الأهلية والمجاعة والإيدز والتدخل العسكري المباشر، وترتكب بحق أبنائها فظائع أكبر بكثير مما يرتكب بحقّنا كعرب أو كمسلمين، ولكننا (بحكم تغييبهم عن الإعلام العالمي) لا نراهم، ونعتقد بأننا المضطهدون الوحيدون على هذه الأرض. فهل ما يرتكب في أفريقيا مثلاً هو حرب على الإسلام؟ وكيف تتّسق مقولة «الحرب على الإسلام» مع الحالة الأفريقية؟ إن هذا دليل واضح على أن المسألة هي حروب نهب وهيمنة واستغلال، لا حروب دينية أو حرب على الإسلام.
مسألة ثالثة: الإمبريالية لا مشكلة عندها مع الإسلام. حتى هنتنغتون يقول إن «طبيعة العقائد والتعاليم الإسلامية، التي يمكن لمعتنقيها استعمالها لتبرير الحرب أو السلام على حد سواء، مثلها مثل التعاليم المسيحية»، ليست من أسباب عصر الحروب الإسلامية. فيما يذهب فوكوياما إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يرى أملاً في بروز إسلام «ليبرالي» يعزل ويزيل الشرعية عن «الإسلام الراديكالي». إذاً المشكلة ليست مع الإسلام، بل مع الإسلام المقاوم، ولنكون أكثر تحديداً، فالمشكلة هي مع «المقاوم»، لأن أية صيغ أخرى للإسلام مقبولة ولا غبار عليها.
إذاً كخلاصة: هدف الإمبريالية هو النهب والهيمنة والاستغلال، وفي طريقها لتحقيق ذلك تريد سحق أية مقاومة مهما كان شكلها أو محتواها الإيديولوجي.
أما لماذا برزت هذه المسائل بعد انهيار الشيوعية، فالجواب ببساطة، هو تحرّك الإمبريالية الأميركية لملء الفراغ الذي أحدثه غياب القطب الثاني في العالم، والتحرك هذا أخذ ثلاثة أشكال: واحد باتجاه الداخل (القوانين الجديدة التي تصادر جزءاً كبيراً من الحريات والمكتسبات داخل الدول الرأسمالية)، وواحد باتجاه الشرق (أوروبا الشرقية)، وثالث باتجاه الجنوب (المنطقة العربية وآسيا الوسطى)، حيث كانت الممانعة أكبر وأشد عنفاً لتاريخية الصراع
فيها.
الفرز القائم على الدين هو فرز تضليلي. فالمسلم العربي، كما المسيحي العربي، هو إما من الطبقة التابعة للإمبريالية، وبالتالي فولاءاته محسومة ومعروفة، وإما من الطبقات المسحوقة والمضطهدة، وهذا له مصلحة في النضال والمقاومة. ليس للدين علاقة بالمسألة. وكما أن خطاب «صراع الحضارات» هو خطاب وهمي ومزوّر، فخطاب «حوار الأديان» هو خطاب وهمي ومزوّر أيضاً، ومن جانبين أساسيين:
الأول أنه يفترض الخلاف ابتداءً، وإلا لما كان هناك حوار، وهو بذلك يضع الناس في مواجهة بعضهم للبعض الآخر على أنهم أفرقاء.
الثاني أنه يتضمن تشخيص حالة الصراع القائمة على أنها صراع أديان يمكن حلّها أو تلطيفها بالحوار فيما بينها، وينفي أساس الصراع الموضوعي (الهيمنة والاستغلال والنهب والاحتلال).
حوار الأديان هو محاولة أخرى لتوجيه الأنظار بعيداً عن التناقضات الأساسية مع الإمبريالية وأهدافها الحقيقية. القصة ليست قصة مسلم أو مسيحي أو يهودي أو غير مؤمن. القصة أن هناك استغلالاً تجب مواجهته. فيهودي ينادي بإزالة الكيان الصهيوني مثلاً هو حليف، فيما مسلم يعترف بـ«إسرائيل» ويوقّع معاهدات معها هو عدو. الصراع مع الإمبريالية هو صراع طبقي بامتياز، والتوظيفات الدينية هي إما توظيفات لشراء الوقت (حوار الأديان) أو لتقوية المشروع الإمبريالي (التفتيت الديني والمذهبي والطائفي).

* كاتب أردني