بيار الخوريلا شكّ في أنّ مأساة تلفزيون وجريدة «المستقبل» موجعة ومفجعة في حقّ الحرية والاستقلالية الفكرية. فقد هُوجمت هذه الوسائل الإعلامية بهمجية كأننا جنكيزخانيّين في تعاطينا مع الفكر الآخر. لكن حرق صورة الإعلام استتبعت بتعليقات لبعض الإعلاميين لا تمت بصلة إلى حس المواطنية. فقد أطلّ بعض الإعلاميين على الشاشات المحلية ليرفعوا صراخهم في وجه شعب دُمّرت منازله وأُحرقت إبان عدوان تموز 2006 فيصرّحون بما معناه: نحن الذين استقبلناكم وأطعمناكم تفعلون بنا هكذا؟. وكأن كلّ الشعب الذي ساعدوه هدّد تلفزيون المستقبل! أو كأنّ الحس الوطني متعلّق بكيفية تعاطي الشريك الآخر معنا. فالمواطنية عائلة كبيرة يجمعها التسامح والنظرة الشاملة للوطن وتفرّقها الأحقاد. أمّا العجرفة الإنسانية فهي خارج إطار القيد الوطني .