فايز فارسعصمت: أهلاً وسهلاً بكما في تركيا بلد السلام والوئام. باستطاعتكما التحدّث بكل حرية بعدما تركنا خارج القاعة كل أجهزة الخلوي المحمول منها والثابت.
كنعان وإسحق معاً: شكراً شكراً. كنعان: أنا أريد استعادة الأرض. إسحق: وأنا أريد السلام
عصمت: عظيم، عظيم. الأرض مقابل السلام. لنبدأ.
إسحق: أية أرض؟. كنعان: وأي سلام؟. إسحق: نحن نريد السلام الشامل. يعني نريد اعترافاً متبادلاً وتطبيع علاقات وتبادلاً دبلوماسياً وتجارياً، كما هي الحال مع مصر والأردن.
كنعان: ونحن نريد استرجاع جميع الأراضي المحتلة منذ السادس من حزيران 1967. إسحق: تقصد أراضي الجولان؟. كنعان: بل أقصد كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
إسحق: دعك من حقوق الشعب الفلسطيني ما دامت هناك سلطة فلسطينية شرعية.
كنعان: أنعِمْ وأكرِمْ. نحن في سوريا ما زلنا على قناعة تامة بأن استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة هي مفتاح الحل الشافي ونقطة العبور الإلزامية في بحثنا عن السلام العادل والشامل.
إسحق: لماذا تحاولون أن تكونوا فلسطينيين أكثر من أبو مازن وفريق عمله؟
كنعان: لا شك في أنك تعلم أننا ما زلنا، وحتى إشعار آخر، نرى أن فلسطين هي جزء لا يتجزأ من سوريا الطبيعية من النواحي كلها، الجغرافيّة والتاريخيّة.
إسحق: نحن على استعداد للتعويض المالي لجميع اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في البلاد العربية والعالم. والمتبرعون هم ملوك وأمراء النفط العربي. أوَليس نفط العرب للعرب؟
كنعان: صدّقني يا إسحق ولو لمرّة واحدة. إن مال الدنيا بأكملها لا يكفي للتعويض عن خسارة إنسان وأرض وبيت ووطن. ولم يعد الفلسطيني يتحمّل وصفه أو نعته باللاجئ مهما أغدقنا عليه من مال.
إسحق: نريد منكم قطع علاقاتكم بإيران. كنعان: ونريد منكم قطع علاقاتكم بالولايات المتحدة الأميركية.
إسحق: نريد منكم الكف عن دعم «حماس». كنعان: ونريد منكم الكف ليس فقط عن بناء مستوطنات جديدة، بل إلغاء كل المستوطنات التي أنشأتم منذ أربعين عاماً، وإنهاء حصاركم لقطاع غزّة والضفة الغربية، ورفع الحواجز الأمنية وتسهيل مرور وانتقال الأشخاص والبضائع بين المدن والقرى، وتحرير السجناء.
إسحق: نريد منكم التوقف عن دعم حزب الله اللبناني. كنعان: ونريد منكم إعادة الأسرى اللبنانيين، وما بقي من أرض لبنانية محتلّة، والتوقف عن سرقة مياه الجنوب اللبناني.
إسحق: ألا ترى أن طلباتكم كثيرة ولا يمكننا تلبيتها كلها. كنعان: نحن لسنا على عجلة، ومطالبنا ليست مستعصية، وخاصة أنها مطالب محقّة وعادلة استناداً إلى كل شرائع السماء والأرض. ومن استطاع تحمّل نتائج اغتصابكم للأرض وتشريدكم للشعب خلال المئة سنة الماضية، باستطاعته الصمود عشر سنوات إضافية لعلكم تتوصلون خلالها إلى القبول بما زلنا نعدّه بديهيات ومسلمات.
إسحق: لكن مشكلتنا الحقيقيّة أننا لم نعد نتحمّل المزيد من الانتظار والترقّب والانكسارات، حتى لا نقول الانهيارات. كنعان: إذاً إلى اللقاء في موعد لاحق. وسلامي إلى القدس العتيقة.