روان عز الدينكيفما اتّجهت هذه الأيام، تسمع أصواتاً تصدح مطالبةً برفع الأجور وبوضع حدّ للغلاء.
إنّه صوت العامل الذي يعمل ليدفع الضرائب، وصوت المواطن الذي نخر عظامه الغلاء، والعائلة التي سجنها الحرمان في زنزانته. ولكن لمَن يرتفع هذا الصوت؟ أللحكومة الفاجرة التي لم يعد يهمّها ما يواجهه مواطنوها؟ أم لبضعة انتهازيين أكثر ما يفكرون فيه هو زيادة الضرائب؟
عجباً من بلد بات أكثر ما يميّزه عن غيره من البلدان التفاوت الطبقي القتّال. كيف يستطيع رئيس الحكومة تحمّل مناظر الفقر والتسوّل المنافية لثقافة الحياة لديه؟
كيف يمكن للبنان أن يكون حضارياً ما دامت أكثرية شعبه دون الطبقة الوسطى؟
أظنّ أن ثقافة الحياة متبرّئة من حكومة عليلة الضمير كحكومة فؤاد السنيورة. أمّا الوضع العام الذي وصلنا إليه، فإنه لا ينمّ فقط عن تجبّر حكومة وتخاذلها، بل ينمّ أيضاً عن استهتار شعب.