روز زيادههذه الرسالة من المجتمعات الفقيرة والمعدمة. لم يعد هناك في لبنان مجتمع وسطي، لأنه زال بفضل العهد الذي وضع الخطوة الأولى لمنهجية إفقار الشعب اللبناني قبل الطائف الذي تعرفه. تتابعت الحكومات، وتوالت متّبعة سياسة الإفقار ذاتها بدون شفقة، وإن وافقتَ يا فخامة الرئيس على ضمّ منفّذي تلك السياسة إلى الحكومة المقبلة،فسيكون كل الصبر قد ذهب هباءً. تلك الطبقة الحاكمة ستنتقم أكثر وأكثر من الفقراء وتتمنّى دفنهم أحياء.
مذّاك، مذ عُدِّل دستور لبنان سنة 1990 وأصبح الحكم في بلدنا أحادي، تدهورت المعيشة، وانزلقت معها الدراسات الواجبة لتحديد الأسعار مراعاةً لنسَب الأجور، أو تعديل الأجور بحسب التضخم الحاصل. أمّا في القطاع الخاص، فرجال ونساء تعرّضوا للصرف الكيفي من وظائفهم، إما انتقاماً بسبب تأييدهم سياسة معارضة أو فرزاً طائفياً في الآونة الأخيرة.الفقراء يرجونك يا فخامة الرئيس، ألا ترمي بهم مجدداً بين أيدي من لا يعرفون كرامةً لإنسان، وأنتَ في أوّل عهد الإصلاح والمصالحة. الفقراء لا تحميهم من شرّ العوز تقديمات اجتماعية ولا حصانة معيشية، حتى الضمان الصحي يحاولون تهديمه. الرجاء أن تكون الصورة واضحة عن الإنسان الذي يأمل أن تنصفه ليكمل حياته بكرامة.