روز زيادهالشعب اللبناني وإن امتعض من تصرّف بعض المتحكمين بمصيره ومعيشته، يبقى مرهفاً تجاه مَن ينطقوا بالحق. لفتني كلام الرئيس الحصّ في مقابلة تلفزيونية عندما قال: «ماذا تريد أميركا من لبنان؟ فلبنان يؤلّف حيّاً من أحياء نيويورك». إذا كان رجل بحكمة الرئيس الحص وعلمه يطرح مثل هذا السؤال، فلا ضير إن أنا سألت السيدة رايس والسيد بوش ماذا بعد امتحان اللبنانيين على مدى عقود وعلى كل الصعد؟
سنة 1975 خلقتم لنا الفتنة التي أدّت إلى حرب طويلة عريضة تكبّد فيها لبنان عشرات الألوف من الشهداء الشباب. هذا عدا تشريد العائلات وتهجيرها من بيوتها وقراها. زرعتم سوسة الطائفية في ما بين أبناء الوطن، وما زلتم تزرعون الشكّ في النيّات. أخذتمونا إلى كراهية الزعماء ورؤساء الأديان والأحزاب، ولزّمتم كل ذلك إلى جيش غريب. قسّمتم أهلنا إلى مؤيّدين للعرب ومؤتمرين بأوامركم الأميركية والإسرائيلية. ضربتم اقتصادنا، وسبّبتم تفقيرنا. سمّمتم عقول شبيبتنا مرة بالموسيقى وأخرى بالمخدّرات، وأكثرها وحشية ما ترسلونه لنا من أفلام وبرامج بالإنترنت. والآن ترفضون قيام أي تسوية بين اللبنانيين، لماذا؟ لقد عرّضتمونا لأذاكم الجماعي، وحقدكم وغطرستكم. إذاً، ماذا بعد؟