ابتسام ديب حيدرداء يفتك بالبشر في لبنان فاحذوره. أعداء لبنان دون استثناء، كانوا ولا يزالون يحاولون إسقاط بيروت، وإذا سقطت بيروت، سقط لبنان. أعداء لبنان لم يجلبوا لهذا الوطن إلا البلاء، وما كانت مهمّتهم سوى مصّ الدماء... دماء شعب يطالب بأن يعيش في وطنه بسلام، أنّ يمنّ الله عليه بنعمة النسيان على ما جرى ويجري في وطنه لبنان. قسم من هذا الشعب غادر البلاد، وقسم منه راحوا شهداء.
باسمي وباسم كل مواطن، أبعدوا عنا هذا الداء، داء أنفلونزا السياسيّين، أبعدوه عن مدينتنا بيروت لتبقى صامدة، ولتعود جوهرة متلألئة بأنوارها. بيروت يا عاصمة الشهداء، أيتها الشاهدة الشهيدة. ما همّ بيروت لو متنا وظل البحر في عينيك والصباح. بيروت... أحنّ إلى بحرك الشتوي تتزاحم فيه قواربُ صائدي الأسماك، ويغضب عندما تخلو شواطئه من العشّاق والأفلاك، ويُرغي، ثم يزيد، ثم يصبح موجه العاتي شياطين تتقافز فوق أرصفة الفنادق خارج الأسلاك.
نحن شعب نبكي حتى ينمو وطن على الأجفان، وقلنا نحيا طالما في الأرض وطن اسمه لبنان.