طوني عبد النور معلّمي شمس وعي، طريقي إلى باطني، محجّة أفكاري. خطّ فيّ معارف عديدة، كانت بمثابة نافذة إلى عوالم الوجود. تلك العوالم التي نسعى جاهدين إليها بعدما حجبتها سلبيّاتنا عنّا.
معلمي منارة وعي، أسترشد بها كلما ضللت الطريق إلى ذاتي. كأنه نور يتسلّل الى أعماقي لينتشلني من ظلمة جهلي. المعلّم، معلَمٌ يحتوي على معارف طواها النسيان وأسقطتها ذاكرة الموسوعات. فكان لنا قلمه نوراً ينير ذاكرة الأزمان والأكوان.
بعدما ضنّت على الفكر البشري بمعارفها حينما تاه في دهاليز المصير مفضّلاً التلهّي بإغراءات المادّة على التنعّم بأنوار الوجود... المعلّم قِِبلةُ تفكيري ومنشد أحلامي في أيام هنائي وتعاستي. إليه تتناهى أفكاري، فتصدح في أعماقه على إيقاع آلامي وأشجاني، فيعالج ما كمن فيها من حزن وشقاء، مُرَمِّماً إياها من صدأ الأعمار بعدما ارتدّت من فكره مبدّدة ما أتلفته في النفس من هناء وصفاء.
معلّمي، إليك تصغي الكائنات وتنصت العقول المتعطّشة للمعرفة بعدما حجبت عنّا حينما أهدرنا فرصاً عديدة للتربّع على عرش ملكوتها. لكنّك كنت لنا سبيلاً للعودة الى هذا الملكوت... عندما أنعشت باطننا بمعارفك، فكشفت لنا حقائق كونية قابعة بين الفكر والوجدان انهمرت علينا كشوف ومعارف كنّا نعتقدها أسراراً بعدما أزلنا حجب لا وعينا المتراكم عبر الأزمان.
أيّها المعلّم، يا من تسعى إلى تكريس وعينا على درب المجد، كن لنا دوماً مرقاة وعي نتصعّد عليها إلى لا نهائية النور... علّنا نصبح أبناءً للنور نعكس أنوار معلّمنا الكلّي!.