فايز فارسأفادت مصادر عليمة وموثوقة أنّ قادة هذا العالم قد توصلوا إلى حل مسألة الشرق الأوسط جذرياً، في ختام اجتماعات سريّة متتالية تمّت في أعلى طبقة لأعلى ناطحة سحاب في العالم، من دون ذكر المدينة والبلد، على سبيل التمويه وحتى لا ينكشف أمرهم لدى جواسيس «القاعدة» المنتشرين فوق السطوح وفي أقبية العمارات القائمة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ودول العالمين العربي والإسلامي.
فبعد الدرس والبحث والتدقيق العلمي، تبيّن لهؤلاء القادة العالميين أن منطقة الشرق الأوسط تعاني زحمة وتخمة، وبالتالي يجب طرد مجموعة بشرية ما من بين أربعة تسبب هذا الإرباك وهذا العجز: يهود إسرائيل وشعب فلسطين الأصلي والشعب الأردني والشعب اللبناني. وبما أن اليهود الصهاينة هم في صلب المشروع الغربي للهيمنة على الشرق الأوسط أكان صغيراً أو كبيراً أو أكبر، فقد تقرّر إبقاؤهم قي المنطقة وزيادة الرعاية المخصّصة أساساً لمساعدتهم على البقاء أقوياء. وبما أنّ الشعب الفلسطيني قد ثبت طيلة قرن كامل في صموده ومقاومته لكلّ أشكال الاحتلالات، فقد تقرّر إبقاؤه في المنطقة مع إعادة توزيعه على بلدان الجوار. وبما أنّ الشعب الأردني المركّب أصلاً قد تمكّن، بالرغم من قصر المدّة، أن يصنع هويته الأردنية العربية ويتمسّك بها في ظلّ نظام سياسي مستدام، فقد تقرر المحافظة عليه وتمديد صلاحياته. وبما أن الشعب اللبناني قد أصيب بطبقة حاكمة فاسدة ومفسدة منذ تأسيس هذه الجمهورية المميّزة وحتى أيامنا هذه، فقد تقرّر ترحيل منْ يرغب من اللبنانيين من منطقة الشرق الأوسط ومن دون تمييز أو تفرقة بينهم.
تبيّن لقادة هذا العالم أنّ الشعب اللبناني وبكل فئاته، قد أتقن الهروب في كل الاتجاهات واختار طوعاً الهجرة والاغتراب كحل نهائي لكل مشاكله وأزماته التي أنتجتها في الواقع هذه الطبقة الحاكمة التي أخفقت في المحافظة على لبنان جمهورية برلمانية ونظاماً ديموقراطياً حراً، إلى درجة أصبح فيها اللبنانيون يفاخرون بأن عديد المهاجرين والمغتربين عن الوطن لبنان يساوي أربعة أضعاف المقيمين على أرضه.
ويتباهون ببضع مئات من اللبنانيين الذين نجحوا وتفوّقوا وبرزوا في كل بلاد العالم. لكنهم نسوا أو تجاهلوا عمداً أنه في مقابل هؤلاء المتفوقين البارزين هناك ملايين من اللبنانيين المهاجرين المغتربين الذين لم يعرفوا يوماً طعم النجاح والاستقرار وراحة البال التي ذهبوا يبحثون عنها في بلاد الله الواسعة.
وكان لا بد من سؤال المصادر الموثوقة: إلى أين سيتم ترحيل من يرغب من اللبنانيين هذه المرّة؟ وجاء الجواب فوراً: إلى المريخ. إذ إن مركز الأبحاث في «الناسا» قد اختار الشعب اللبناني صاحب المؤهلات الثابتة والخبرات المكتسبة والتجارب التاريخية والطموحات اللامحدودة والاستعداد التام للمغامرة والمشاركة، بكلّ ما أوتي من عزم وإرادة في هذه المحاولة العلمية وخدمة للإنسانية جمعاء.
ومع علمنا وإدراكنا بأن الذين تقدموا حتى الآن بطلبات ترحيلهم إلى المريخ، وهم بالآلاف حتى الآن، قد سبق وأكدوا لنا أن عجزهم عن التخلّص من زعمائهم وقادتهم خلال العقود الماضية هو الذي دفعهم إلى الموافقة على ترحيلهم عن لبنان إلى المريخ، مشترطين أن لا يرافقهم في هذه الرحلة أي زعيم لبناني سياسي وغير سياسي، سابق أو حالي، وإلا تراجعوا عن قرارهم المشاركة في هذا المشروع الرائد.