رجى عفيف أبو رسلانأصدر القاضي السابق، الأستاذ عباس سليم الحلبي، كتاباً جديداً بعنوان «الموحّدون الدروز ثقافة وتاريخ ورسالة».
الكتاب يعرّف طائفة الموحدين الدروز، منذ نشأتهم في عصر الحكم الفاطمي في مصر حتى يومنا هذا، متصدياً بوعي وعلم وأدلة ووقائع وحقائق، لتلك الأفكار الخاطئة والصورة المشوّهة عنهم.
يغوص الكاتب بعقل الرجل العالم في التاريخ، ليبيّن الظروف على اختلافها، التي ولدت في ظلها عقيدة التوحيد من ينبوع الدين الإسلامي، محاولة التركيز على العقل، طريقاً للوصول إلى المعرفة الحقة لله عزّ وجلّ، متفاعلة مع ثقافات ذلك الزمن، من إغريقية وهندية وفارسية وغيرها، بنهج فكري أعطاها صفة مميزة عرفت بها ولا تزال.
ولما كان الكاتب من أبناء هذه الطائفة الكريمة، التي أدت دوراً عظيماً عبر التاريخ، دفاعاً عن العروبة والإسلام، ومن أجل تثبيت الفكرة الرائدة الرائعة، التي أعطت الطائفة في سبيلها دماءً غزيرة طاهرة، ألا وهي، أنّ لبنان لا يحيا، إلا في أجواء الحرية والاستقلال والسيادة، متصدّية بشتى أنواع المقاومة وأشكالها للغزوات وحكم سلطة الأجنبي، التي لطالما حاولت أن تثبّت أقدامها في هذا الوطن الحبيب من دون جدوى، لأن شعبه الأبي العظيم، وفي مقدمته الموحدون الدروز، لا يقبل بالخضوع للقهر والاضطهاد والذل. وهو ما يشهد عليه تاريخنا الحافل بالبطولات والانتصارات والأمجاد، عبر مرور الزمن والأيام.ولما كان الكاتب موحداً بامتياز، يعرف حقيقة عقيدة التوحيد، وكل ما يتعلق بأحوال ونشاطات وتطلعات وهموم معتنقي هذه العقيدة، فضلاً عن رجالاته عبر العصور المتعاقبة، من أعلام في الدين والفكر والفلسفة والأدب والسياسة وغير ذلك، لذلك قام بعرض صورة علمية، قارب فيها الحقيقة والواقع، عن «أبناء طائفة الموحدين الدروز» في منطقة الشرق الأوسط: لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، حيث انتشروا من هذه البلدان إلى جميع أنحاء المعمورة، وذلك من حيث وضعهم الديموغرافي واهتماماتهم على غير صعيد، من ديني وتربوي وثقافي وصحّي واجتماعي، هؤلاء الذين سعوا دوماً إلى وحدتهم والحفاظ على كرامتهم وعزتهم.