آن م. ندّور
اذهبي عني يا صانعة الشرور، واذهبي عني يا خبيثة النيّات. فلتبتعدي عني إلى الأبد، ولتغربي عن وجهي لأنك يوم تسلّطت على نفسي قتلتها، ويوم قدتني قتلتني. اذهبي عني، فإني أطردك. واذهبي عني، فإني أرفضك.
حوّلت نفسي الطيبة إلى نفس لئيمة، وغدوت مكروهة من الناس لطبعي القاسي الذي وهبتني إياه، فابتَعدوا عني وبقيت وحدي فرحة معتقدة بأنني تغلّبت عليهم، وبأنهم أصبحوا لي عبيداً أتحكّم بمصيرهم. لم أعرف أنني خسرتهم جميعاً وخسرت نفسي الطيبة. أنا أكرهك... أكرهك بقدر ما أحببت التواضع. أكرهك بقدر ما عشقت الجمال الطفولي. أكرهك بقدر ما فرحت بالطبيعة. اذهبي عني واغرقي في البحر، ولتحملك أمواجه إلى الأعماق، ولتلتهمك حيتانه وطحالبه، واختفي من حياتي كما يختفي الحلم الشيطاني وقت اليقظة، وصيري ريشة في مهب الريح...
اتركيني يا صانعة الشرور. ابتعدي عني يا خبيثة النيات. أعتقيني يا أنانيتي ودعيني أحيا بسلام. اذهبي عني لأنك في كل حال ذاهبة إلى الجحيم.