روز زياده
أجل، فهي تلسع بشعاعها الأبدان وتبهر الأعين ويخنق لهيبها ذرّات الريق في الحلق. فلتكن صلاتكِ باستحلاف شمس السماء عند ظهيرتها قائلة لها: «أرجو أن تتأبّطي أمسي وأنتِ تميلين إلى موطئ الغسق. خذيه معكِ، عِديه بالانطلاق في أُفق الذكريات. احفظيه هناك، فأنا أنتظر فجر الغد الذي سيولد وأخاف عليه من غيرة أمسي. لي رغبة بأن أراه حرّاً، ضاحكاً ومرحاً هذا الغد.
قد أشتاق إلى أحلامي في وقت مضى، ربما. ولكن ستحوك إرادتي أحلاماً أجمل. أو سأفتقد عاطفة لاهبة اجتاحتني يوماً. لا بأس فكلّ لاهب مصيره الانطفاء السريع. غدي سيمشي على أرضٍ صلبة، سيعتلي على أفكار جنونيّة، على ميول أخطأت التوقيت وعلى حسّ متأرجح. كل هذا ملك للأمسِ وأنا صيّرته متحفاً للغد.
شمس الظهيرة في السماء، لن أنظركِ تنزحين إلى المقلب الآخر، لن ألتفت إلى الوراء. أنتِ ذاهبة إلى مَبيتِكِ وأنا أسير في الاتجاه المعاكس لأحمل بين ذراعي الغد المولود بحاجة للاعتناء، يلزمه الصبر والحب ليمسك يدي وأنا أسير في الطريق إلى ما بعد الظهيرة».